وفاء بوعد الأسبوع الماضي بالعودة لطرح جانب من الجوانب الميدانية لواقع النساء بالمجتمع السعودي التي يمكن أن تتجسد فيها الفجوة ومحاولة التجسير بين المأمول وبين القائم، بين المطالب المشروعة وبين الهامش المتاح، بين الحقوق الشرعية والوطنية وبين التطبيق،

فإني سأتناول “حملة بلدي” ليس فقط باعتبارها تعبير عن طموح النساء في العمل الميداني لخدمة النساء، بل باعتبار حملة بلدي عمل وطني بمجهود مدني تتصدى له النساء لتحمل المسؤولية ولتحويل حب الوطن من مجرد حالة عاطفية إلى حالة وطنية فعلية يشارك فيها المواطن والمواطنة قلبا وقالبا بالقول والعمل. وهذا في تقديري قد يعلمنا خبرة نخرج بها على تلك العادات النفطية التي كان فيها المجتمع أو كاد أن يكون “كًل” على مولاه يريد أن يأكل من يد الحكومة ويشكر، لا أن يكون مجتمعا قادرا على العمل وعلى أن يكون شريكا في السراء والضراء.

وقبل أن أدخل في تفاصيل الحديث عن حملة بلدي لا بد أن أعترف بموقفي الشخصي السابق من جدوى تلك الحملة وبنظري المحدود لمحدودية مايمكن أن يفضي إليه مجهودها. وذلك القصور في تقديري لأهمية حملة بلدي قد يشاركني فيه ثلة قليلة أو كثيرة من المعنيين لأسباب قد تختلف وتتعدد وقد يكون منها التحفظ على جدوى عملية الانتخابات البلدية برمتها باعتبارها أقل من سقف استحقاقات الإصلاح الاجتماعي والإداري المنشود الذي عشنا عشمه طوال العقد الأول من الألفية الميلادية الثالثة. كما قد يكون من أسباب ذلك التحفظ هو الخشية من أن يكون صب الاهتمام على مشروع الانتخابات البلدية إشغال للرأي العام عن قضايا أعم وأشمل وأكثر جذرية أو في أحسن تقدير أن يؤدي الانشغال بها إلى تمييع المواقف النسوية مقابل القبول باستجابات مجتزءة أو وجلة ومترددة.

غير أنه كان لابد من مراجعة تحفظاتي تلك أو على الأقل التفكير بصوت عال مشترك فيها مع المعنيات بحملة بلدي بعد أن أصغيت ليس للأقوال وحسب بل لإيقاع التجربة وخبراتها الصغيرة التي تكشف عن قابلية للتراكم ولتطوير الفكر والعمل والأدوات.

ومما جاء في لقاء مفتوح ببعض منسقات حملة بلدي تعلمت المزيد من حرفة الصبر التي هي في رأيي الشخصي حرفة الشعراء والنساء بامتياز ودون منازع. وهذه بعض اللقطات الحية التي أود أن تشاركوني ملحها وحبرها وصبرها وزهوها عن حملة بلدي.

هل حملة بلدي فكرة، مبادرة، مجموعة نساء، عمل مدني، باقة من المواطنات والمواطنين، عمل وطني، هل هي تعبير عن نخبة أو تعبير عن خبز البسطاء، هل هي حلم أو واقع. هذه الأسئلة جميعها تعبر عن هوية حملة بلدي. فهي كل ذلك بما تحمله الفكرة من طاقة الضوء وبما تحمله المبادرة من همة البدء وبما يشيعه العمل الوطني من حس المسؤولية والوحدة وبما يكشفه العمل المدني من جماليات التعدد والتعاضد بما يجعل النخبة لاتستطيع البقاء بدون التخلي عن نخبويتها وملاحقة طلائع النهر البشري الواسع في إئتلافه واختلافه واستشرافه.

وفي تعريف حملة بلدي لنفسها تقول “نحن مجموعة وطنية وبمبادرة نسائية مستقلة وبتمثيل وطني شامل لجميع مناطق المملكة العربية السعودية.. نسعى لتحقيق المشاركة الفعالة والكاملة للمرأة السعودية في المجالس البلدية من خلال التوعية والتأهيل لإيماننا بحق المرأة في المشاركة وأهمية دورها في تطوير الخدمات البلدية والقضايا الاجتماعية غير المفعلة لأنها أكثر ملامسة لاحتياجات الأسرة والمجتمع....” وإن كانت حملة بلدي لاتكشف عن هويتها الوطنية المستقلة من خلال التعريفات “الحرفية أو اللغوية” بل من خلال الخبرات اليومية لبناء جسور التواصل مع المجتمع من القمة للقاع. فنجد في أرشيفها مخاطبات مع القيادة العليا لهذا الوطن ممثلة بشخص خادم الحرمين الشريفين ومع وزارة الشؤون البلدية والقروية، ومع القضاء . كما نجد في أرشيفها وبرامجها الماضية والحاضرة والمستقبلية ورش العمل التوعوية والتدريبية لتعلم وتعميم تجربة الانتخابات باعتبارها أول تجربة انتخابية يتاح للمجتمع السعودي خوض وتعلم خبرتها نساء ورجالا في تاريخه البعيد والقريب منذ إعلان تأسيس الدولة السعودية كدولة موحدة مستقلة بصيغة معاصرة عام 1932م. وإذا كان بإمكان كل راغب في استزادة أن يجد على موقع حملة بلدي الخاص وعلى الفايس بوك الكثير من المعلومات الدقيقة بشأن الحملة مثل منطلقاتها الوطنية والثقافية والسياسية والحقوقية وتجاربها العملية ونبذة تاريخية عن نشأة المجالس البلدية السعودية كجزء من حملة الإصلاح الإداري في حينه ومستجداتها وكذلك نبذة عن التجارب الانتخابية السابقة التي اقتصرت على الرجال وكيفية التعلم من أخطائها و نجاحاتها لاستثمارها في الانتخابات البلدية القادمة بمشاركة المجتمع كافة ترشيحا وانتخابا عام 2015م، فإنه بالمقابل يمكن الاطلاع عن بعض ما كتب عن حملة بلدي أو التوجه الذي تمثله تعزيزا أو نقدا في عدد آخر من المواقع المستقلة المهتمة بالشأن الوطني والنسوي.

أما ما أختم به هذا المقال فهو بعض المصطلحات التي قام بتعريفها موقع حملة بلدي على الأقل لتبييء المصطلحات وتحويلها إلى لغة يومية، كما أختم ببعض المقترحات التي جاءت ممن حضرن لقاء حملة بلدي الذي استضاف فيه الملتقى الأحدي الشهري كل من أ. فوزية الهاني ود. هتون الفاسي يوم 2-6- 2013

أولا المقترحات:

1 - توضيح المهام والوظائف والأهداف المناطة بالعمل البلدي من تحقق نظافة الشارع وأمنه إلى الخدمات الاجتماعية والثقافية وخلق بيئة أحياء حضارية صديقة للمواطنة والمواطن وتوطين مفهوم المشاركة الوطنية.

2 - التوجه إلى المدارس والمعاهد والجامعات والمؤسسات التربوية والثقافية وسواها من مؤسسات رسمية أو أهلية بالمدن الرئيسة وكافة الأطراف للتوعية بأهمية التجربة الانتخابية القادمة وكيفيات المشاركة فيها نساء ورجالا.

3 - القيام بشراكات بين حملة بلدي وبين الجمعيات والمنظمات الرسمية والأهلية المعنية بالشأن النسوي والوطني لتوسيع نطاق المشاركة وخلق كتلة حرجة للمطالب الإصلاحية بالأساليب السلمية.

4 - التأكيد على الدور الرقابي لهيئات وجمعيات حقوق الإنسان والمجالس الوطنية المستقلة إن وجدت.

5 - الخروج على أساليب الدعاية الانتخابية القائمة على توظيف القبيلة والوجاهات المشابهة بما قد تثيره من نزعات تعصبية.

6 - ضرورة وجود برامج واضحة ومعلنة للمرشحين.

7 - طرح شعارات لحملة بلدي مستمدة من الخلفية العقلية والوجدانية للمجتمع في أصالتها وقابليتها للتجدد مثل قول “إني من الناس” المقتبس من مقولة أم المؤمنين السيدة أم سلمة رضي الله عنها حين أجابت داعي الحق حين نادى “أيها الناس” بقولها. إني من الناس.

ثانيا مصطلحات الانتخابات لحملة بلدي:

يقصد بالتعريفات والعبارات الآتية في تطبيق أحكام لائحة الانتخابات المعاني المبينة أمام كل منها ما لم يدل سياق النص على خلاف ذلك..

1 - (الوزارة) وزارة الشؤون البلدية والقروية.

2 - (قرار وزاري) قرار يصدر من وزير الشؤون البلدية والقروية.

3 - (البلدية) كل أمانة أو بلدية أو مجمع قروي تتمتع بالاستقلال المالي والإداري ولها شخصية اعتبارية مستقلة.

4 - (المنطقة) المنطقة الإدارية المحددة بموجب نظام المناطق ولائحته التنفيذية.

5 - (نطاق المجلس البلدي) الحدود الجغرافية التي تمتد إليها مسؤولية البلدية التي يتبع لها المجلس البلدي.

6 - (المجلس البلدي) سلطة بلدية تمارس مهام محددة بموجب نظام البلديات والقرى، ويحدد أعضاء المجالس بقرار وزاري يتم اختيار نصفهم عن طريق الانتخاب ويعين الوزير النصف الآخر.

7 - (عضو المجلس البلدي) مواطن يتم انتخابه أو تعيينه لعضوية المجلس البلدي.

8 - (الدائرة الانتخابية) هي نطاق مكاني يحدد بقرار وزاري تجري فيه عملية انتخابية.

9 - (المرشح) كل ناخب توافرت فيه الشروط المقررة نظاماً لترشيح نفسه لعضوية المجلس البلدي وسجل اسمه في قائمة المرشحين.

10 - (قائمة المرشحين) قائمة تضم أسماء المرشحين لانتخابات المجالس البلدية في الدائرة الانتخابية الواحدة.

11 - (اللجنة العامة للانتخابات) لجنة يناط بها الإشراف على انتخابات المجالس البلدية في المملكة بشكل عام.

12 - (لجنة الإشراف المحلية) لجنة يناط بها الإشراف على انتخابات المجالس البلدية في كل منطقة من مناطق المملكة.

13 - (الناخب) كل مواطن توافرت فيه شروط الانتخابات المنصوص عليها وقيد اسمه في جداول قيد الناخبين .

14 - (قيد الناخبين) عملية ضبط أسماء وبيانات الناخبين في جداول للذين تنطبق عليهم شروط الناخب، وذلك خلال المدة الزمنية المحددة لقيد الناخبين في الجدول الزمني للانتخابات.

15 - (لجنة قيد الناخبين) لجنة يناط بها في أول انتخابات المجالس البلدية مهمة الإشراف على قيد أسماء الناخبين وإضافة أسماء من يتقدمون وحذف أسماء المتوفين ومن فقدوا أياً من شروط الناخب.

16 - (جدول قيد الناخبين) جدول يتضمن أسماء وبيانات الناخبين الذين انطبقت الشروط المقرة نظاما ويحق لهم التصويت يوم الاقتراع.

17 - (الجدول الزمني للانتخابات) برنامج يعتمده الوزير يحدد فيه المواعيد المتعلقة بالإجراءات الانتخابية من بداية قيد الناخبين حتى صدور قرار تكوين المجالس البلدية.

18 - (لجنة الانتخاب والفرز) هي لجنة يناط بها الإشراف على تسجيل المرشحين، وإجراء الاقتراع، وفرز أصوات الناخبين، وإعداد المحاضر اللازمة لنتيجة الانتخابات، وذلك في حدود اختصاصها المكاني .

19 - (لجنة الطعون والتظلمات) هي لجنة يناط بها النظر في الطعون والتظلمات التي يقدمها الناخبون والمرشحون والتحقق منها والبت فيها.

20 - (ورقة الاقتراع) ورقة يثبت فيها الناخب أسماء من يختارهم من بين المرشحين وفقاً للعدد المحدود لكل دائرة انتخابية.

21 - (الاقتراع) هو إدلاء الناخبين بأصواتهم لاختيار المرشحين لعضوية المجلس البلدي في الموعد المحدد لذلك.

22 - (موعد الاقتراع) التاريخ المحدد لإجراء الاقتراع.