|
الطائف - سامي المنصوري:
أكّد الدكتور صالح اللحيدان، المستشار القضائي المعروف من خطر الأفكار الضيّقة لدى بعض الجماعات المتطرفة التي تسعى إلى تبني أحادية الفكر المنغلق، الذي لا يسمح بتعدد الآراء والاطلاع على وجهات النظر الأخرى، أو تلك التي لا تهتم بقراءة النصوص الشرعية من خلال نظرة شمولية معتدلة وتجعلها ضمن دائرة ضيِّقة محكمة وتكيِّفها بما يدعم ويعزِّز من وجهات نظرهم الخاصة التي قد يشوبها بعض القصور أو الخلل في بعض الأحيان.
جاء ذلك في الندوة التي نظّمها منتدى السالمي الثقافي جنوب الطائف، بحضور عدد من القضاة والشرعيين والإعلاميين والمهتمين بالشأن الثقافي, وحذَّر الدكتور اللحيدان من خطر الخطاب الدعوي المباشر الذي يعتمد كلياً على التكرار في اللفظ والمفردة ولا يدعو إلى التفكر والتأمل ويبتعد عن السجال والحوار ويقصي الآخرين, وقال الشيخ اللحيدان: إن تكييف النص الشرعي بما يتوافق مع وجهة النظر الشخصية يعتبر مهلكة لا محالة. وأضاف أن قراءة النصوص من ناحية الميول العاطفي كانت سبباً في انهيار كثير من الحضارات السابقة. ولفت الشيخ إلى أن التربية والنشأة الاجتماعية السيئة لها دور بارز ومؤثّر في تشكيل شخصية كثير من مستنبطي أحكام النصوص الشرعية، وهو ما عزَّز في ذواتهم حب الذات ومحاولة الانتصار لوجهات نظرهم الخاصة بهم، وإن كانت على غير صواب، وهو ما دعا إلى تضييق مسلك الحياة والانغلاق التأريخي والثقافي، وأفرز كراهية الآخرين من خلال فرض ظاهرة الاستعلاء على الآخر والتقدّم الأعرج والنظر العقلي الأعور الذي يستعمل كافة النصوص لدعم وجهات النظر الخاصة، ومحاولة إقصاء وجهات النظر الأخرى.
الندوة أدارها يحيى عسيري وتخللها عدد من المداخلات بدأها الدكتور محمد الفعر, ثم الدكتور محمد المقصودي, وعلي الثبيتي, وعبدالرحمن المعمر, ورويد يسلم.