ظهرت في السنوات الأخيرة طفرات متلاحقة في تقنيات وسائل الاتصال الحديثة، باعتبارها خدمة إلكترونية طرحتها شركات الاتصال للاستفادة منها من قِبل المشتركين حول العالم، لتكوين الصداقات وتبادل المعلومات والخبرات، ونشر نشاطات واهتمامات شخصية مشتركة. وطبقاً لذلك تغيرت أساليب ومفاهيم البعض من الناس تجاه التعامل مع هذه التقنية نحو المزيد من السهولة واليسر، بحيث لم يعد استخدامها مقتصراً على أناس مختصين، بل أصبح متاحاً للجميع على اختلاف ميولهم ومستوياتهم العلمية وما تقدمه من سهولة في التواصل مع الآخرين في جميع أنحاء العالم كافة لرخص ثمنها، بحيث أصبح كل فرد يملك هاتفاً نقالاً أو جهاز حاسوب، ولكن هناك خطورة أو تخوف من هذه التقنية الحديثة، خاصة على المراهقين والمرضى النفسيين، من خلال تغيير سلوكياتهم وتأثرهم بأفكار دخيلة تتعارض مع العادات والتقاليد والأعراف السائدة في المجتمع. إذن، هي سلاح ذو حدين؛ فهي تقنية حديثة وسريعة، قد تُستغل في نشر مواد ممنوعة أو التهديد والابتزاز بنشر الصور الفاضحة وانتهاك حقوق الآخرين وازدراء الأديان والمذاهب ونشر الكراهية والإرهاب الإلكتروني وغيرها.. فهي إذن تُستخدم وفق الرغبات الشخصية للمشتركين، ووفقاً لسلوكياتهم الشخصية؛ فمن يجلس خلف شاشة الحاسوب أو الهاتف الذكي هو المتحكم. وسلبيات وسائل التواصل الاجتماعي تعكس طريقة تفكير الشخص الذي يستخدم هذه التقنية، وهي لا تعطي رأي الجهاز أو الهاتف؛ فهو عبارة عن قناة يتواصل به الإنسان كيفما يشاء مع المحيط الخارجي. كما أن من ضمن إساءة استخدامها التحريض على العنف في المجتمع، وتكريس ثقافة الاستهتار، وعدم احترام عقول الآخرين، وإضعاف القيم والمبادئ الأخلاقية المتعارف عليها في المجتمع عبر دعوات البعض عن طريق تويتر لهدم أسس التعاضد والتآلف الاجتماعي والاستهانة بالموروث الثقافي والإنساني بين أفراد المجتمع؛ فلا بد من تفعيل دور وسائل الإعلام لبيان أضرار هذه التقنية، والتأكيد على دور الأسرة والمدرسة للاستخدام الأمثل لوسائل الاتصال والتواصل الحديثة.