كنت دائماً أتمنى بنجاح المصانع السعودية وقدرتها على تحقيق ما يتطلع إليه المواطن من كفاءة وقدرة وإبداع وتميز، ولقد سعدت بما شاهدته في المعارض والأسواق السعودية من صناعات وطنية، وما حققته الصناعة الوطنية من تقدم وما وصلت إليه من مستوى طيب، فهي لا تقل عما نشاهده في البلدان الأخرى، ولقد بلغ عدد المصانع اليوم في مدينة الرياض أكثر من (800) مصنع، وفي المنطقة الغربية والشرقية أعداد كبيرة من المصانع اتسمت بالجودة وبدرجة عالية من تقنية الإنتاج وجودة المواصفات، وهذا ما ننشده جميعاً ونتمناه لمصانعنا حتى تسهم في خدمة الوطن بما تنتجه من صناعات، وأن تثبت وجودها وتشق طريقها في مجالات التصنيع والمنافسة الخارجية، وأن تكون متطورة مع تقنيات العصر.
إن هذه الصناعات الوطنية هي منجزات حضارية وفخر لكل مواطن، ونأمل أن تستمر في التوسع والتنوع وتنمو وتزدهر في شتى المجالات، فهي أحد روافد الدخل الوطني، وقد بذلت الدولة جهداً كبيراً وتشجيعاً للقطاع الصناعي من قبل صندوق التنمية الصناعي، وتمثل في الحوافز التشجيعية والقروض الميسرة، وإنشاء المدن الصناعية، مما أسهم في نمو وتطور هذا الميدان الصناعي بأنواع شتى من الصناعات المتمثلة في مواد البناء والمنتجات البلاستيكية والصناعات المختلفة والمنتجات المعدنية وغير ذلك من الأجهزة والماكينات والمعدات ومصانع المواد الغذائية والمواد الصناعية الأخرى، فمزيداً من الاستثمار الصناعي في مختلف المجالات الصناعية المتنوعة في مختلف مناطق المملكة، مع الاهتمام بإيجاد هيئة للصادرات وتنميتها، ومزيداً من النجاحات المتوالية للصناعات الوطنية، وأن نرى القطاع الصناعي في بلادنا يحقق خطوات رائدة ومستوى متميزاً من الأداء والإنجاز وإرساء قاعدة صناعية صلبة متكاملة تعمل على تقليل الاعتماد على الصناعات المستوردة، هذا وبالله التوفيق.
أمين عام دارة الملك عبدالعزيز السابق