لا أستغرب أن يكون الأمي تاجراً كبيراً -رجل أعمال- أو أن يكون سائقاً ماهراً أو مزارعاً ناجحاً أو صاحب خبرة في إصلاح المكائن الزراعية أو آلات الطباعة بأنواعها حتى وأجهزة الكمبيوتر وغيرها من المهن المفتوحة على الخبرة والتجربة والمران والمواظبة، لكن أن يكون الإنسان الأمي صحفياً وكاتباً ملهماً يطرز اسمه وصورته تحت عناوين لمواضيع مختلفة لا يفهم عن محتواها شيئاً، فهذا هو مصدر الغرابة والدهشة، بل والاستهجان.. ولم يقدم على هذا الطريق الشائك ويحاول إبراز نفسه فيه إلا بسبب حب الشهرة كيفما اتفق وأنه لهذا الغرض يملك المال ويسخّر من حوله للقيام بهذه المهمة، وأعني بها تلك الفئة التي تعمل تحت إمرته في مؤسسته أو شركته من الأقلام المؤهلة والقادرة على الاستجابة لطلبه.. ولقد وجدت أمثلة على ما ذكرته آنفاً من واقع ما أقرأ في الصفحات الاقتصادية ببعض الصحف المحلية والوافدة، وكذلك بعض المجلات المتخصصة بالتجارة وغرف التجارة، حيث تجد التصريحات المعنونة بالخطوط العريضة، وتجد المقالات ذات الأسلوب البليغ الحافل بالرؤى المختلفة وقد توسطتها أسماء وصور بعض الأميين من رجال المال والأعمال فتصاب بالحيرة وأنت تجدهم يركبون هذا المركب العسر وتشاهدهم في نفس الوقت على الطبيعة يبصمون في تواقيعهم أو بالكاد يكتبون أسماءهم.
حقاً إننا في زمن العجائب والمتناقضات والمظاهر.. والله المستعان.
abo.bassam@windows live.comالرياض- كاتب صحفي ومدير عام تعليم سابق