توصلت دراسة فرنسية حديثة إلى أن المرأة التي تقرأ دائماً تكون أخف وزناً من المرأة التي لا تميل إلى القراءة. صدرت هذه الدراسة بعد عشر سنوات من البحث، وأضافت الدراسة أن 60% من النساء اللاتي يعانين من زيادة الوزن، والاكتئاب لا يهتممن بالقراءة، ولا الثقافة، بينما البقية المتبقية يهتممن بها،
لذلك يتمتعن بوزن معتدل لإدراكهن أهمية إقامة توازن في حياتهن الشخصية فيتجهن نحو ممارسة الرياضة، والعمل للتفوق في الحياة.
وهي دراسة مهمة نخرج منها بحافز جديد يرغّب المرأة في القراءة، ويجعلها تعيد النظر في أمر استهتارها بالكتاب، وبالتالي عدم اقتنائه، نستثني من ذلك القراءة السطحية المتمثلة في التصفح السريع للصحف، والمجلات إما لقراءة الأخبار الرياضية، والمشاكل الأسرية، أو الجرائم الاجتماعية، ووضع البورصة، وآخر تطورات سوق الأسهم العقارية وغيرها. حيث أستبعد أن يكون لها دور في نتيجة الدراسة التي تم التوصل إليها. لكن يبقى لرشاقة الفرنسيين سر غذائي وصحي أغلبنا في غياب عنه. من ذلك قلّة الاعتماد على الأقدام في تنقلاتنا وتسوقنا وحتى في صعود الدرج؛ فنحن نعتمد على المصعد أو السلّم الكهربائي، كما وأننا لا نركب الدراجات الهوائية أو نمارس التزلج على الماء الرياضة التي لم تُهمل في فرنسا من قبل الشعب الفرنسي نساء ورجالاً. أضف إلى ذلك التنوع الغذائي وبعده عن النظام التقليدي في الغذاء، مع الاعتماد على الدهون المشبعة التي يسهل على الجسم امتصاصها مبتعدين عن الأطعمة المعلبة بما تشتمل عليه من نسب عالية من السكريات والصوديوم، حيث كلما تنوع الطعام وابتعد عن الأطعمة المعلبة كلما منح الجسم فرصاً طيبة للرشاقة، وما هذا التنوع إلا وجه من أوجه الثقافة، ثقافة الغذاء والثقافة الصحية تحديداً. الفرنسيون بعيدون عن تناول الوجبات السريعة في الليل لعلمهم أن الطعام يحتاج فرصة كاملة للقيام بعملية الهضم وتناوله في وقت متأخر من الليل يعني صعوبة هضمه، وبالتالي البدانة وتراكم الشحوم. ولا ننسى مدى تقديس الفرنسيين لأوقات الفراغ وللعطلات التي تراها بعض الشعوب نوعاً من الكماليات التي من الممكن الاستغناء عنها. بجانب هاجس لديهم يأمرهم بالتوقف عن تناول الطعام والشعور بالاكتفاء وتجنب الإفراط فيه، حيث أشارت دراسة أجراها باحثون في جامعة أمريكية أن المؤثرات والأحاسيس الخارجية التي تشعر الشخص بضرورة التوقف عن الكل تتدخل في بدانته وزيادة وزنه، لأن اعتماده على المؤثرات والأحاسيس الخارجية بحدوث الامتلاء يقل.
الدكتور الفرنسي بيير دوكان مؤلف 19 كتاباً نافس فيها أطباء التغذية يدعو الفرد قبل كل حمية إلى التعرف على “شخصيته الجسمانية” لكي يختار الأسلوب الغذائي المناسب له، وقد اعترض بعض أخصائيي التغذية على بعض أساليب دوكان الغذائية لكن إدراكنا لشخصيتنا الجسمانية ضرورة لكي نتبع أسلوباً غذائياً يتناسب وشخصية جسمنا. بالتالي فالطعام ليس للتلذذ والاستمتاع أو الإشباع وملء المعدة دون استحضار لثقافة تناوله وآلية عنايتنا بأجسامنا وأجسادنا وصحتنا.
bela.tardd@gmail.com -- -- p.o.Box: 10919 - dammam31443Twitter: @HudALMoajil