مرت علينا منذ أيام قليلة الذكرى الثامنة لتولي خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود - حفظه الله - مقاليد الحكم في المملكة تلك الذكرى الخالدة التي واكبت إنجازات وملاحم تنموية عظيمة. فالسنوات التي مضت منذ بيعة خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله- أفرزت الكثير من الإنجازات والعطاءات ما يجعلها إحدى الملاحم التنموية الشاملة التي تمثل امتدادا لعقود من الإنجازات شملت مختلف المجالات من إنشاء مدن اقتصادية وصناعية ومدن جامعية وطبية ومشروعات خدمية طوّعت في كل مناطق المملكة،
لقد شهدت المملكة منذ مبايعة خادم الحرمين الشريفين إنجازات عديدة تميزت بالشمولية والتكامل مُشَكِّلةً حقبةً فريدةً في بناء الوطن وتنميته، واتسم هذا العهد بسمات حضارية رائدة جسدت ما اتصف به -حفظه الله- من صفات متميزة خاصة تفانيه في خدمة وطنه ومواطنيه وأمتيه العربية و الإسلامية، إضافة إلى حرصه على كل ما يوفر المزيد من الخير والازدهار لهذا البلد وأبنائه.
لم تقتصر إنجازات هذا العهد الميمون على الوضع الداخلي والمحلي بل امتد ليشمل إنجازات ومواقف مشرفة على الصعيد الدولي والإقليمي والعالمي فسياسة المملكة المتوازنة والمعتدلة بفضل توجيهات قائدها ومليكها أعزه الله خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز فرضت على العالم أجمع مزيدا من الاحترام بل وجعلت العالم يضع المملكة في مكانها اللائق بها على الخريطة العالمية،كذلك لم تنس المملكة يوما القضايا العربية والإسلامية والدولية، السياسية منها والاقتصادية، فهي من تسعى دائما لحل كثير من القضايا ونصرة كل الشعوب المستضعفة والمظلومة التي تنادي بالحرية والعيش الكريم، إنها مواقف مشرفة وصفحات مضيئة، وأبلغ دليل على ذلك موقف المملكة الشجاع الذي لاينسى ومنذ بداية الأزمة السورية، حيث قال خادم الحرمين الشريفين «إن ما يحدث في سوريا لا تقبل به المملكة العربية السعودية».
وأضاف أنه يتعين على سوريا «إيقاف آلة القتل وإراقة الدماء وتحكيم العقل قبل فوات الأوان وطرح وتفعيل إصلاحات لا تغلفها الوعود بل يحققها الواقع.
وأن ما يحدث في سوريا ليس من الدين ولا من القيم والأخلاق.
فقد وصل عدد القتلى السوريين منذ أكثر من عامين ونصف إلى أكثر من مائة ألف قتيل بخلاف الجرحى والمصابين والمشردين الذين وصلوا إلى مئات الآلاف فكل يوم يسقط أكثر من مائة شهيد على أيدي قوات الأسد ونظامه، وفي هذا المقام يثمن الشعب السوري عاليا كافة ماتقدمه المملكة وقيادتها العظيمة من دعم ومعونة ومساندة لا محدودة للمشردين واللاجئين السوريين في الأردن وفي كثير من المناطق. أيضا لم تتوان المملكة ولم تتأخر عن تجديد دعوتها المجتمع الدولي إلى بذل جهوده لحل الأزمة السورية إلى مضاعفة جهوده للتوصل إلى حل نهائي للأزمة السورية لوقف نزيف الدم الذي يراق يوميا بهذه المناسبة العزيزة يسرنا أن نرفع أسمى آيات التهنئة لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود، حفظه الله ورعاه، الذي أعطى نهضة وطنه وعز شعبه أولوية مطلقة جعلت من أبناء وبنات هذا الوطن في الطليعة والمقدمة. والتهنئة موصولة لولي عهده الآمين صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الدفاع، وإلى صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبد العزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ولكافة الشعب السعودي على هذه الذكرى العطرة. فمن حقنا ومن هذا الشعب الكريم أن نفخر بالقيادة الحكيمة لخادم الحرمين الشريفين ونهجه الرشيد، سائلين رب العزة أن يحفظه ويحفظ القيادة والشعب السعودي من كل سوء ويديم نعمة الأمن والأمان على هذه البلاد المباركة على الدوام.