مع تباطؤ تفاعل موقع وزارة الشؤون الإسلامية (على الشبكة العنكبوتية) بالشكل المطلوب مع تقنيات العصر في الدعوة والإرشاد، ومع غياب أي دور فاعل (غير الفتاوى المكتوبة والعامة) لموقع الرئاسة العامة للبحوث العلمية والإفتاء، أجد أن هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يمكن أن تقوم بدور (ما)، مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي في حاجة ماسة له؟!

السؤال: هل نحن فعلاً بحاجة لدور حيوي وملموس يمكن أن تلعبه (الهيئة) في العالم الافتراضي، لا يشبه بالضرورة دورها في عالمنا الواقعي؟!

بكل تأكيد القضية ليست رقابية، أو من باب (الوصاية) التي تقلقل البعض، أو كما قد يصفها أو يتخيلها آخرون، لا المسألة تتعلّق بحقن (جرعة حوارية ثقافية دينية) لمستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي، لحمايتهم من الانجراف خلف بريق الحرية وغياب الرقيب، وهو ما أوصلنا إلى نماذج مؤسفة، عكست صورة خاطئة عن مدى التزام السعوديين من مستخدمي (التقنية) بدينهم؟!

إحدى الدراسات الغربية التي صدرت الأسبوع الماضي عن (معهد غالوب الدولي) ونشرتها الواشنطن بوست، وطارت بها ركبان العديد من وكالات الأنباء والصحف العربية، حملت الكثير من المغالطات والأخطاء (غير المقبولة)، حول بعض المفاهيم والتغريدات (الكفرية والإلحادية) التي تنشر على الشبكة العنكبوتية من أسماء أو معرفات يقال إنها سعودية، أو تعود لمستخدمين سعوديين، وهو ما اعتمد عليه لتشويه صورة المجتمع السعودي الملتزم والمتدين!

استناد التصنيفات على ما يبث وينشر في (المواقع الإلكترونية) أمر مجحف برأيي، ولا يعتد به بالإطلاق، أو يستند عليه لأي دراسة علمية منصفة، بالطبع نحن لا ندعي أننا مجتمع ملائكي لا يوجد فيه أخطاء، ولكن استغلال مثل هذه (الفقعات الإلكترونية) لتشويه صورة مجتمع بأكمله والتزامه بدينه وثوابته يؤكّد أننا مستهدفون (بعيداً عن نظرية المؤامرة)!

يجب أن نعترف أننا تأخرنا في مجاراة (تسارع الخطى) على المواقع الإلكترونية، وأننا لم نحسبها بالشكل الصحيح، ولم نعد لوسائل (التواصل الاجتماعي) العدة اللازمة لحماية فكر أبنائنا، وإرشادهم للتعامل الصحيح المنضبط، مع حرية التعبير والاستخدام!

ولكن الذي يبعث الأمل أنه ما زال لدينا متسع من الوقت لإصلاح ما يمكن إصلاحه، وحماية المستخدمين الجدد من الوقع في أخطاء سابقيهم!

رأيي الخاص أن نوجد دور (للحسبة الإلكترونية) لتقويم الأخطاء بالرفق واللين، مع عجز جهات يفترض أنها تقوم بدور الرقابة!

وعلى دروب الخير نلتقي.