الجزيرة - الرياض:

تبرع صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن عبدالعزيز رئيس هيئة البيعة حفظه الله بمصليات متنقلة بعد اطلاع سموه على أهمية زيادة المصليات المتنقلة، حيث وجه بزيادة عدد المصليات التي سبق وأن تبرع بها لكي تشارك في الأماكن التي بحاجة ماسة لها حيث قال الشيخ عبدالعزيز بن محمد الحسينان المشرف على المصليات إن هذا التوجيه من سموه الكريم بشراء وتجهيز مصليات وهذا التبرع ليس بمستغرب على سموه في دعم أعمال البر والخير والتي منها هذه المصليات وقدم شكره لسمو رئيس هيئة البيعة حفظه الله لمبادراته الواضحة ودعمه السخي لهذه المصليات. وقال إن الإدارة قامت ولله الحمد بعمل التصميم المقترح لهذه المصليات وفقا للتوجيهات الكريمة من قبل صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن عبدالعزيز والتي ستحوي على دورات مياه للنساء والرجال ومصلى نساء وفرش يتسع لأكثر من ألفي مصل وخزان ماء سعة 2000 لتر مزود بسخان للوضوء به 12 صنبورا وأجهزة صوتية داخلية وخارجية ترتفع لمسافة 5 أمتار على شكل منارة بنظام الهيدروليك التلسكوبي تعمل على بطارية السيارة ومولد كهرباء لإضاءة المصلى من جميع الجهات وشاشات ضوئية وتلفزيونية لتحديد مواقيت الصلوات واتجاه القبلة ولعرض صفة الوضوء الصحيح والصلاة الصحيحة كما فعلها النبي صلى الله عليه وسلم حيث قال (صلوا كما رأيتموني أصلي) تعرض بلغات عدة ليستفيد منها جميع المسلمين وقبل ذلك تعرض العقيدة الصحيحة والتوحيد التي قامت عليه هذه البلاد المباركة، وهذه الشاشات ستعمل في الحج بإذن الله، وفيما يلي نص الحديث:

* هل سبق وأن شاركتم بتهيئة وتجهيز مصليات بالحج؟

- نعم بناء على توجيهات صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن عبدالعزيز حفظه الله بتهيئة وتجهيز اثني عشر مصلى ثابتة ومتنقلة في موسم حج 1433هـ في الأماكن التي لا يوجد بها مساجد ولا مصليات، وقد استفاد منها ما يزيد على (250.000) من الحجاج والحمد لله وألقيت دروس وكلمات في العقيدة وأعمال الحج بالتنسيق مع وزارة الشئون الإسلامية، لتبصيرهم بأمور دينهم عن طريق استفادتهم من الدروس والكلمات التي تلقى في هذه المصليات ليتفقهو في أمور دينهم ليحصل لهم العلم النافع الذي يقوم عليه العمل الصالح واسأل الله جلا وعلا أن يجزي الأمير مشعل بن عبدالعزيز خير الجزاء على هذه السنة الحسنة وأن يجعل ذلك في ميزان حسناته.

* أين مواقع هذه المصليات المتنقلة وكيف يتم تطويرها؟

- في الأماكن التي بحاجة ماسة لوجود مصليات لكثافة وجود الحجاج بها وعدم وجود مساجد قريبة مثل شارع الحج بالقرب من الجمرات وفي العدل وفي محبس الجن قرب طريق المشاة وفي العزيزية وفي الحجون ومواقف كدي وغيرها، ولدينا قسم الاشراف والتطوير الذي يقوم بعمل دؤوب ومستمر لتطوير عمل المصليات وتم عقد اجتماعات مكثفة وورش عمل مختلفة لعدة سنوات حتى توصلنا إلى هذه النماذج من المصليات على أحدث المستويات التقنية التي أصبحت معلماً رائداً اشتهرت به بلاد الحرمين لخدمة أعظم شعيرة بعد الشهادتين الصلاة.

* متى خرجت فكرة المصلى المتنقل بهذه التقنية وعدد المستفيدين؟

- عام 1427 هـ وتطورت حتى وصلت لأعلى درجات الرقي التقني وقد شارك كثير من المشايخ والمهتمين في تطويرها وبفضل من الله استفاد من المصليات لعام 1433هـ ما يزيد على (نصف مليون) مستفيد نسأل الله الإخلاص والقبول آمين، والمصلى المتنقل وسيلة لإحياء هذا الركن العظيم عند فئة قد تغفل عن عمود الإسلام ويغلب على الظن مرور أوقات عليهم فلا يؤدونها فيؤذن المغرب والعشاء مثلا فلا يصلون وما تقوم به هذه المصليات ليس عملا جديدا أو أمراً محدثا فهدفنا ليس شكل المصلى بل هدفنا التذكير بهذه الشعيرة العظيمة من باب التعاون على البر والتقوى وليس المقصود تزهيد الناس بالمساجد، كلا بل إن المصليات تستهدف الأماكن التي يجتمع بها الناس وقد يغفلون عن إقامة الصلاة في وقتها من خلال التجربة الدعوية التي لمسناها في عدة مواقع، منها مثلا منتزهات الثمامة بالرياض ومنتزهات عسير وغيرها، فكان كثير من الشباب يغفلون عن آدائها في وقتها وتبين لنا أن وجود مثل هذه المصليات عالجت مشكلة كبيرة وعظيمة، ألا وهي إقامة الصلاة في وقتها في أماكن الصخب واللهو وتحول هذه الأماكن إلى واحات إيمانية يعج فيها نداء الرحمن وذكره حتى الذي لا يصلي فإنه سيتأثر بوجود هذه المصليات التي تشجع على إقامة الصلاة وسيصلي ويكسب أجر الجماعة وأفضلية كثرتها وقد حصل بوجود هذه المصليات خير كثير وفائدة يشهد بها الجميع، وقد لاقت قبولا عند كثير من المشايخ من أعضاء هيئة كبار العلماء وأعضاء هيئة التدريس بالجامعات والقضاة وطلبة العلم والدعاة وغيرهم.

* وهل فكرة المصلى المتنقل بهذه التقنية تعمل عمل المخيمات الدعوية والملتقيات؟

- نعم بوجود مثل هذه المصليات التي تحتوي على هذه التجهيزات التي تحتاجها هذه الملتقيات نجد والحمدلله أن المصلى المتنقل حقق هذه المطالب الثلاث وأبين لكم ذلك:

- انخفاض التكلفة المالية مع بقائها مقارنة بغيرها من الوسائل الدعوية، فتكلفة المصلى الواحد قد لا تتجاوز (200.000) ريال (مائتي ألف ريال) وقد يستفيد منه ما يزيد على (40.000) أربعين ألفاً خلال عام واحد أو أقل.

- قلة الجهد المبذول فقد لا يحتاج المصلى إلا لشخص واحد أو اثنين فقط.

- استهداف شريحة معينة أو شرائح معينة وهذا بلا شك من أهم العناصر لنجاح وانتشار المصليات التي تنتقل حيث التجمعات فمن خلاله تستطيع ارسال رسائلك التوعوية للمجتمع في منتزهاتهم وشواطئهم وحدائقهم وأماكن الفعاليات والمهرجانات وغيرها وستصل الرسالة بإذن الله من خلال الكلمات الارشادية والمحاضرات والبرامج الهادفة، وسيستفيد من ذلك الملايين خلال الأعوام القادمة.

* هل قمتم بتجهيز مصليات لبعض الجهات الخيرية الدعوية؟

- نعم قامت الإدارة بتجهيز ومتابعة ما يزيد على 60 مصلىً متنقلاً للجهات الخيرية في الداخل والخارج ولله الحمد، ونحن على اتم استعداد لتجهيز ومتابعة من يرغب بتنفيذ مثل هذه المصليات، فالدال على الخير كفاعله.

* هل ممكن الاستفادة من المصلى في تجهيز صلاة العيد؟

- نعم فالمصلى المتنقل يحوي جميع التجهيزات وبالامكان اقامة صلاة العيدين والاستسقاء في الصحراء تأسياً بالنبي صلى الله عليه وسلم، كما يمكن أن يكون المصلى بتجهيزاته بدلا عن مخيمات افطار صائم ذات التكاليف العالية والتجهيزات المتعددة.