قبل ثلاثة أعوام حذرنا في هذه الزاوية من خطر التشيع الصفوي الذي نشط في الشام عموماً وسورية بخاصة، إذ فتحت الحكومة السورية آنذاك المجال أمام من قدموا من إيران لتوريط الشباب السوري العاطل وإغرائهم بالأموال لتغيير مذاهبهم، ومع أن الحملة لم تنجح في وقتها إلا في كسب بعض ضعاف النفوس، إلا أننا الآن نرى تأثير ذلك على الواقع في سوريا، فهناك العديد من الجزر الصفوية في دمشق وقرى حمص ودير الزور والتي أصبحت مواقع متقدمة لنظام بشار الأسد لقمع الثوار السوريين.
الآن يجري تنفيذ نفس المخطط، مخطط التشيع الصفوي في اليمن، فمنذ عام 2004 بدأت إيران في إقامة جيب للصفويين في شمال البلاد واستغلت الحاجة المادية للمواطن اليمني وصنعت «دويلة» في صعدة والتي أخذت تتحول مطبقة نفس الأسلوب اللبناني والتي استطاعت دويلة «حزب اللات» أن تخضع الدولة اللبنانية بكاملها لسيطرتها، وقد وصلتني رسالة من صحفي يمني وهو باحث وصادق في أبحاثه يؤكد فيها أن التشيع الصفوي بدأ يتسرب إلى مناطق ومدن معروفة مثل تعز وإب ولحج وعدن ومناطق ريفية.. وأن حاجة الناس للمال والفقر الذي وصل إلى أكثر من 65% من السكان بسبب الفساد وسوء الإدارة.
ويذكر الزميل الصحفي صاحب الرسالة بأنه من منطقة وسط اليمن وهي محافظة الضالع، قلب المذهب الشافعي في اليمن، فهل تصدق أن عدد المتشيعين الصفويين في قريتي تجاوز 58% شيء مخيف جداً..!! وبنوا لهم «حسينية» على نفقة إيران عبر مكتب المساعدات الإيراني في صنعاء وتصلهم أموال شهرية.
ويحذر زميلنا من ترك اليمن لقمة سائغة لنظام الملالي في إيران وتحويله إلى قاعدة طائفية للصفويين، مثلما هو الحال في لبنان، وإذا لم تساعد دول الخليج العربية وأهل السنة جميعاً اليمن وتفعل تقديم المساعدات الحقيقية وإصلاح الأوضاع في اليمن فإن الصفويين عبر الحوثيين سيسيطروا عليه فهم الآن منتشرون في كل مكان وقد وصل الأمر بهم قبل أمس إلى مهاجمة مقر الأمن السياسي لمحاولة إطلاق سراح بعض من عملائهم وجواسيس إيران.
الآن الفقر والفساد تستغلهما إيران أيما استغلال وعبر تقديم الأموال يتحول الشباب اليمني إلى «مرتزقة صفويين» لأن بكل بساطة يريدون أن يعيشوا بعد أن سدت في وجوههم الأبواب، فهل نساعدهم أم تتحول اليمن إلى سورية أخرى؟!!
jaser@al-jazirah.com.sa