يبدو أننا الشعب الوحيد الذي يمارس فيه الرجل الابتزاز ضد فتياته وسيداته! ولست أعلم هل السبب هو الطيبة أو الغباء أو الطمع أو الانحراف الأخلاقي أو كلها مجتمعة؟! فلا يكاد يمر يوم حتى نسمع بأن هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر قد خلّصت امرأة من هيمنة مبتز حاول التحرّش بها والنيل منها، أو تهديدها بمكالمات مسجَّلة أو صور ملتقطة ومن ثم الضغط عليها للخروج معه وممارسة الرذيلة! والسؤال قبل جر المبتز والقبض عليه وعقابه: كيف وصلت المرأة لهذا اللئيم حتى يستقوي عليها ويزاول جبروته؟
إن العفة لاسيما عند المرأة هي السياج المنيع الذي يحميها من كل ابتزاز أو تشويه أو اعتداء أو حتى محاولة تحرّش. ومن لا تستطيع حمايــة نفسهـا بعفتها وحشمتها وحيائها؛ فبيتها أولى بها، والحجر عليهــا أجدر! إن لم يكـــن لها من نفسها وإرادتها رادع!
أقول ذلك وأنا أتمزّق قهراً على تلك الأخبار التي تنشرها الصحف وتتناقلها المواقع الإلكترونية وقنوات التواصل الاجتماعي، وبها تُظهر الهيئة بطولات رجالها وبسالتهم في الإمساك بالمبتز ووقف سيل الابتزاز! وإني أدعو الله لكل امرأة حرة أبية أن يقيها شر الابتزاز وتبعاته، وألا تحتاج بسببه قط لمساندة قريب أو مساعدة بعيد على رفع هذا البلاء عنها أياً كانت أسبابه، مع لزوم الورع والتقوى وعدم التعرض لمداخل السوء ومهاوي الردى.
إن الابتزاز بشتى صوره وأشكاله وجه آخر من الرذيلة تبدو فيه المرأة ضحية ويظهر به الرجل مجرماً، والواقع أنهما شريكان بالجناية الأخلاقية التي تبدأ بالطمع وتنتهي بالفضيحة لكليهما ولأسرتيهما. عدا أنه انتهاك للفضيلة التي تحكم الأمة الإسلامية وتستقيم بها العلاقات بين الناس وتُحفظ الحقوق ويسود فيها الشرف.
وإني لأعجب من فتاة تسلِّم بإرادتها نفسَها وشرفها لفاسد ثم تلجأ لمن يخلصها منه! كما استغرب من محاكمة الرجل وسجنه عدة سنوات وجلده، وتخرج هي من القضية سالمة! مع إدراكي التام بأن فضيحة المرأة تعم أسرتها وأقاربها، لذا تلجأ هيئة الأمر بالمعروف مضطرة للستر على الشاكية ولو كانت هي المتسبِّبة بالجناية، وهو إجراء يحافظ على شرف الأمة واستقامة أعمدته.
والله أسأل أن يحفظ لبناتنا عفتهن وشرفهن وأن يكفي شبابنا شر المعاصي ويعصمهم من الزلل، وينير بصيرتهم ليدركوا أن الشرف دَيْن وأمانة، فمن يعبث به ويتجاوز حدوده يجازى بمثله!
rogaia143@hotmail.comTwitter @rogaia_hwoiriny