كنت قد أشرت في المقالات السابقة إلى خطاب د. خالد العنقري وزير التعليم العالي الذي ألقاه في حفل تخريج الطلاب بأمريكا في شهر مايو الماضي, وفي هذا المقال اختتم هذه القراءة :
خامساً: لا يقر الوزير فكرة إنشاء صندوق خيري لمساعدة المبتعثين , لأنّ الملحقيات الثقافية قادرة على حل تلك المشكلات وتدعمها السفارات ضمن إعانات المنقطعين لو اضطر الأمر لذلك.
قد أوافق معالي الوزير إذا كان الموضوع يتعلق بالصندوق الخيري لكن قد يكون هناك رأي آخر، وهو أن يكون صندوقاً (بلا خيري) لمساعدة الطلاب مماثل على سبيل المثال لصندوق الطالب في جامعات الداخل تشرف عليه عمادة شؤون الطلاب، لكن ما أود قوله: لا صندوق الطلاب , ولا الصندوق الخيري. وإنما مشروع آخر مشروع موازٍ لبرنامج خادم الحرمين الشريفين , مشروع تطوير تخصص له ميزانية يهدف إلى دعم برامج التعليم العالي الأكاديمية مثل برامج الابتعاث الخارجية والداخلية وتطوير الجامعات والأبحاث، باستثناء مشروعات المباني: المدن الجامعية والمجمعات الأكاديمية. يخصص فقط للمشروعات الأكاديمية أشبه بمشروع تطوير التعليم العام , ومشروع تطوير القضاء , وبرامج التشغيل في المستشفيات وغيرها, هذا البرنامج سيخدم الملحقيات الثقافة والابتعاث الخارجي الذي يتطلب إجراءات مالية عاجلة وسريعة , ويخدم التعاقدات مع الموظفين في الملحقيات , والصرف على الطلاب وعلى الأبحاث , والاحتياجات التي ليس لها مصرف في إجراءات الوزارة.
وجود (150) ألف طالب وطالبة وربع مليون من العائلات، يتطلب برنامجاً مالياً وإدارياً خارج ميزانيات الوزارة وخارج الإجراءات الروتينية واللوائح التي لها مصارف محددة قد لا تغطى احتياجات الملحقيات والطلاب.
وزارة التعليم العالي التي توسعت في مسؤولياتها من ابتعاث وأبحاث واعتماد أكاديمي ومدن جامعية ومستشفيات، تحتاج إلى مشروع تطوير يوفر لها المرونة المالية والإدارية لإنجاز مسؤولياتها بسرعة خارج الإجراءات الروتينية، والدليل الإجرائي المالي المتبع الذي قد لا يسمح بالاستعانة بالطاقات والقدرات أكاديمية وإدارية للإشراف على الابتعاث، في ظل إجراء مالي لا يجذب الطاقات مما تضطر الوزارة معه الاستعانة بكوادر غير مؤهلة وغير مدربة لا تستطع إنجاح برنامج الابتعاث بل تزيد من التراكمات السلبية، مما يجعل المبتعثين يعانون كثيراً من الإشراف غير المتمكن , والأداء غير المواكب للتطورات التقنية والمهارية , وحتى يتم إنجاح برنامج الابتعاث واستمراريته، لابد من المرونة المالية والإدارية من خلال مشروع تطوير يغطي احتياجات برنامج الابتعاث. وبرامج الوزارة الأخرى التي بدأت تسبب ضغطاً إضافياً على جهاز وزارة التعليم العالي.