تضطلع أمانة منطقة الرياض بمسؤولية الرقابة المستمرة على كل المحلات التي لها علاقة بطهي الأطعمة أو بيعها أو تداولها، كما أن كافة الأعمال التجارية يجب أن تكون مرخصة من الأمانة، وأمانة منطقة الرياض تعتبر الساعد الأيمن لكل من وزارة التجارة ووزارة الصحة. فيما يخص وزارة التجارة فمراقبو الأمانة يعملون على مدار الساعة يداً بيد مع مراقبي وزارة التجارة للحد من أعمال الغش التجاري ومراقبة محلات طهي الأطعمة على مختلف أنواعها؛ للتأكد من تطبيق الشروط الصحية والتأكد من سلامة الأغذية، أما الشق الثاني وهو ما يتعلق بمساعدة الأمانة لوزارة الصحة هو أن الأمانة تعتني بأعمال البيئة من حيث نشر المسطحات الخضراء وتنفيذ أعمال البنى التحتية والاصرار على عدم وجود طفح المجاري والتخلص من المياه الراكدة، وكذلك مياه الصرف الصحي كما أن أقسام صحة البيئة مسؤولون مسؤولية تامة عن ابادة الحيوانات الضالة وإبادة حشرات الصحة العامة، سواء كان ذلك بمجهود ذاتي أو عن طريق مقاولين، وما سبق ذكره عبارة عن أجزاء بسيطة من أعمال الطب الوقائي الذي يفضل على الطب العلاجي بمراحل عديدة.
في الاسبوع المنصرم أقدمت الأمانة على خطوة جريئة موفقة لم يسبق أن طبقت في تاريخ الأمانة، حيث وجه معالي الأمين وتابع ذلك الاجراء سعادة وكيل الأمانة للخدمات، وتم التنفيذ من قبل الادارة العامة لصحة البيئة، بأن أغلقوا ما يزيد على 380 مطعماً في شمال الرياض وشرقها، وذلك الاجراء لم تدخل فيه المزاجية أو التعسف، بل كان مثل وضع النقاط على الحروف، لأن معظم العاملين في المطاعم والبوفيهات وحتى المخابز والمطابخ الشعبية لديهم ملاحظات في أمور تؤدي إلى ايذاء المستهلك بامكانية حدوث التسمم الغذائي لا سمح الله وتلك الملاحظات عبارة عما يلي:
1 - نقص في استكمال الشروط الصحة التي يجب أن تكون منفذة قبل البدء بالعمل.
2 - عدم حمل بعض العاملين للشهادات الصحية التي تثبت خلوهم من الأمراض السارية.
3 - وجود بعض الأواني مثل القدور وأواني القلي غير صالحة للاستعمال.
4 - عدم وجود مصائد للحشرات مما يؤكد سقوط الحشرات بين المأكولات.
5 - وجود بعض المواد الغذائية قريبة التلف مثل الخضراوات واللحوم وغيرها.
6 - مخالفات عدم لبس القفازات الواقية أو التدخين أثناء العمل.
7 - عدم لبس المراييل الخاصة بطاقم العمل.
ليس باستطاعتي حصر المخالفات لكثرتها ولاختلاف بعضها عن بعض في الأهمية.
قبل سنوات قليلة أمر الأمين السابق سمو الأمير الدكتور عبد العزيز بن محمد بن عياف أن يمنع تجديد رخص مزاولة المهنة للمطاعم التي لا يتمكن زبائنها من رؤية موقع إعداد الأطعمة تلك الفكرة تعطي زائر المطعم الطمأنينة لأنه يرى العمال وهم يعدون الطعام وبإمكانه التأكد من سلامة الاعداد لما طلبه من الطعام، لا يساورني أدنى شك أن الادارة العامة لصحة البيئة في الأمانة وجميع الأقسام التابعة لها في البلديات الفرعية قد عملت تلك الحملة بامكانيات جيدة لأن طاقم المراقبين الصحيين يفوق ستمائة شخص، هؤلاء الشباب يمكن الاعتماد على جهودهم بعد الله في تطبيق الرقابة الصارمة على مدار الساعة على كل المحلات التي تطهى فيها المأكولات لأن الواقع الذي فرض نفسه هو أن العاملين في المطاعم والبوفيهات والملاحم وغيرها غير سعوديين، وهؤلاء القوم همهم الكسب المادي فقط وليس محبباً لدى معظمهم بذل مجهود في العناية بنظافة أواني الطبخ والتأكد من المواد الغذائية المطبوخة وقد يكون أسلوب تخزين المواد الغذائية مثل اللحوم والخضار غير دقيق مما يعرضها للتعفن والتلف.
سرني أن الحملة آنفة الذكر تعتبر جهداً غير مسبوق وظاهرة محمودة في تاريخ الأمانة من أن 380 مطعماً تقفل في وقت واحد.
من المؤكد أن تلك المطاعم قد ارتكب فيها مخالفات واستمرارها ينذر بالخطر وليس في صالح المستهلك ومصادرة بعض أدوات الطبخ مثل القدور والملاعق والسكاكين وما شابه ذلك عبارة عن اجراء وقائي للتأكد من أن الوعاء المعد للطعام سواء الذي يحفظ فيه أو الذي يطهى فيه يجب أن يكون سليماً من الثنيات وثم تنظيفه من بقايا الأكل بعد كل استعمال.
كما أن مصادرة السلطات الحمراء (السائبة) يعتبر اجراء صائبا وفي محله لأن السلطات الحمراء تعتبر أسرع موصل للأسباب التي تؤدي للتسمم الغذائي لا سمح الله.
وفي سياق الحديث عن حماية المستهلك يجب أن تكون حملة الأمانة أكثر شمولية وذلك بوجود مختبرات في أسواق الخضار لفحص المنتجات الزراعية مثل الطماطم والخيار والكوسة وكافة أنواع البقوليات والجزر والورقيات للتأكد من أن المواد الكيماوية الخطرة بنسب مقبولة وفي حدود ما تسمح به الأنظمة الصحية لأنه من المؤسف جداً أن السنوات الـ15 الأخيرة قد تغير فيها شكل وطعم الخضراوات وتغيرت روائحها وصار من المؤكد أن المزارعين عندما يستنبتون المحاصيل الزراعية فإنهم يسرفون في استخدام المبيدات والأسمدة مما يعطي الخضار والورقيات أشكالاً جذابة وفوائد أقل بل إن كثرة استخدامها مضر بالصحة وقد تكون المواد الكيماوية التي تترسب في المحاصيل الزراعية مسؤولة عن انتشار الأمراض الخطرة مثل السرطان والفشل الكلوي وغيرها.
قبل أن أختم هذا الطرح يجب أن أشير إلى أن حملة الأمانة الرقابية سالفة الذكر ستؤدي ان شاء الله إلى نشر الوعي الصحي سواء بين المواطنين والمقيمين والعاملين في المطاعم.
أشكر كل من عمل في تلك الحملة من أمانة منطقة الرياض على تلك الجهود التي بذلت بغية النهوض بمستوى المطاعم وكافة محلات اعداد المواد الغذائية وبالله التوفيق.
- الرياض