|
الرياض - خاص بـ(الجزيرة):
يؤكد رئيس المكتب التعاوني للدعوة والإرشاد وتوعية الجاليات بحي سلطانة بمدينة الرياض الشيخ عبدالله بن ناصر الصالح أن للمكاتب الدعوية دورا كبيرا في تزايد الإقبال على الإسلام من خلال الجولات الدعوية ووضع الكتب والمطويات والأشرطة. وأن (200) من المسلمين الجدد استفادوا من رحلات العمرة خلال الستة أشهر الأولى من العام الحالي.
وقال الصالح في حوار مع «الجزيرة»: إن المكتب التعاوني بسلطانة ينفذ أول برنامج يعنى بتعليم طلاب المدارس العالمية من غير العرب بمسمى (برنامج الوافي).. كما تناول الحوار عددا من الموضوعات المتعلقة بالعمل الدعوي وشؤونه.. وفيما يلي نص الحوار:
* بداية نأمل أن تحدثونا عن أبرز المنجزات التي حققها المكتب مؤخراً؟
- الأعمال والإنجازات التي حققها المكتب مؤخراً في خدمة الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى وتتمثل في إقامة الدورات العلمية التي تقام في صيف كل عام في عدد من الجوامع التي يشرف عليها المكتب (كجامع شيخ الإسلام ابن تيمية بسلطانة وجامع الراجحي بشبرا وجامع الصانع بالسويدي)، وإقامة المحاضرات التي يشارك فيها نخبة من العلماء وطلاب العلم والتي بلغ عددها من شهر محرم حتى نهاية شهر جمادى الآخرة من هذا العام (130) محاضرة بما فيها محاضرات الجاليات، وإقامة الدروس العلمية والتي بلغ عددها من شهر محرم حتى نهاية شهر جمادى الآخرة من هذا العام (1093) درساً بما فيها دروس الجاليات بمختلف اللغات، وإلقاء الكلمات التوجيهية والتوعوية والتي بلغ عددها من شهر محرم حتى نهاية شهر جمادى الآخرة من هذا العام (1558) كلمة بما فيها كلمات الجاليات، بالإضافة إلى طباعة عدد من الكتب والمطويات ونسخ الأشرطة وتوزيعها، وكذلك ترجمة ما يقارب واحداً وعشرين عنواناً ببعض اللغات من مطويات ورسائل، كما أن المكتب أقام فيما يختص بالجاليات أربعة ملتقيات لعدة جنسيات وحضرها ما يقرب من ثلاثة آلاف شخص، كما تم تسيير أربع رحلات عمرة للجاليات وبلغ عدد المستفيدين منها (200) شخص، إضافة إلى انه اعتنق الإسلام عن طريق المكتب من بداية العام إلى نهاية شهر جمادى الآخرة (154) شخصاً ما بين رجل وامرأة. نسأل الله تعالى لنا ولهم التوفيق، والثبات على هذا الدين حتى نلقاه.
* يلحظ تزايد المقبلين على الدخول في الإسلام من العاملين في المملكة فما سر ذلك؟
- للمكاتب دور كبير في تزايد الإقبال على الإسلام من خلال قيامه بما يلي:
1- الجولات الدعوية التي يقوم بها دعاة المكتب إلى مقار العمالة الوافدة وأماكن وجودهم وإهدائهم بعض الكتب والأشرطة التي تدعوهم إلى الإسلام وتبين لهم محاسنه.
2- وضع الكتب والمطويات في الأماكن التي يوجد بها غير مسلمين رغبة في دعوتهم وهدايتهم كالمستشفيات والمستوصفات وغيرها.
هذا الأمر بالنسبة لجهود المكتب، ولا ننسى دور الكفلاء وجهودهم في هذا الجانب خاصة العمالة المنزلية من سائقين وخدم حيث يقومون بتزويد مكفوليهم بالكتب والأشرطة التي تدعوهم إلى الإسلام ولا يمضي إلا يسير من الوقت حتى يحضر العامل راغباً اعتناق الإسلام بطوعه واختياره بعد أن عرف الإسلام ومحاسنه، وأنه الدين الحق.
ولا أنسى هنا جهود بعض المتعاونين في الدعوة إلى الله تعالى الذين يفدون إلى المكتب ويأخذون مجموعات من الكتب والمطويات ويذهبون بها لدعوة غير المسلمين في أماكن عملهم مبتغين الأجر في ذلك من الله سبحانه وتعالى وطمعاً في الحصول على فضيلة قول الرسول صلى الله عليه وسلم: (لأن يهدى الله بك رجلاً واحداً خير لك من حُمْر النعم).
* قلة ترجمات معاني القرآن والكتب الدينية لبعض الجاليات، هل هو بسبب عدم وجود دعاة أكفاء يتحدثون بلغات متعددة؟ أم نقص إمكانيات؟
- لم تأل وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد جهداً في طباعة القرآن الكريم وترجمة معانيه بمختلف اللغات عن طريق مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف ويتم توزيع كميات كبيرة من هذه التراجم على الجمعيات والمؤسسات في الداخل والمكاتب التعاونية للدعوة. ورغم ذلك يوجد نقص في بعض تراجم معاني القرآن الكريم ببعض اللغات وهذا يعزى في الدرجة الأولى إلى عدم وجود دعاة من أهل تلك اللغات يقومون بالترجمة الصحيحة.
* تظل الحاجة الماسة إلى قيام المكاتب التعاونية إلى التواصل مع المجتمع، وعمل برامج مكثفة كالتحذير من المخدرات والتدخين وغيرها.. فماذا تقولون؟
- للمكاتب دور كبير في توعية أفراد المجتمع بأمور دينهم ودنياهم ومن ذلك حثهم على ما ينفعهم وتحذيرهم مما يضرهم وعلى رأس المضار (التدخين) الذي يعتبر بوابة إلى المخدرات حيث أقام المكتب سلسلة من الكلمات بهذا الخصوص تحت عنوان (التحذير من خطر المخدرات والمسكرات على الأفراد والمجتمعات) بلغ عددها (170) كلمة.
* ما المنهج المطلوب الذي ينبغي أن يتبعه الداعية في تقديم الحلول والعلاج المناسب للإسهام في معالجة مشكلات وقضايا المجتمع؟
- لا يخلو مجتمع من مشكلات وقضايا تؤرقه وتشغل أهل الحل والعقد فيه. ويبرز هنا دور الدعاة والمصلحين في التصدي لهذه المشكلات ومعالجتها بما يناسبها وفق ما جاء في كتاب الله تعالى وفي سنة رسوله صلى الله عليه وسلم وما جاء عن الخلفاء الراشدين وأئمة الهدى من بعدهم. والداعية إلى الله سبحانه تعالى يعد من الأسباب القوية التي يتأثر بها المجتمع بمختلف شرائحه إذا كان داعية على بصيرة متسماً بصفات وأخلاق الصالحين المصلحين المقتدين بسنة رسول رب العالمين ولا بد أن ينهج المنهج النبوي في مخالطة الناس وكسب محبتهم وفتح قلبه لهم قبل بابه وأن يكون صدره متسعاً لفهم بعض المشكلات والقضايا التي تهمهم سواء كانت قضايا اجتماعية أو أسرية أو غيرها وأن يكون محيطاً بجانب كل مشكلة وأسبابها وسبل علاجها ولا شك أن الإسهام في العلاج يكون بعدة وسائل سواء في المساجد كالمحاضرات وخطب الجمعة أو في وسائد الإعلام المختلفة (المرئية والمسموعة والمقروءة).
* تشهد المكاتب التعاونية إسلام كثير من الذكور والإناث من المقيمين في المملكة.. فما أغرب القصص التي شهدها المكتب لإسلام بعض المقيمين؟
- من القصص المؤثرة في أحد الأيام حضرت امرأة كبيرة في السن معها خادمة من الجنسية السيرلانكية ترغب الدخول في الإسلام وديانتها هندوسية فسألتها: هل أنتِ مقتنعة بالدخول في الإسلام؟ فقالت: راغبة من طوع نفسي، فسألتها ما السبب الذي دعاك للإسلام قالت كانت كفيلتي هي التي تطبخ وأنا معها في المطبخ فإذا أرادت أن تدخل بعض الأكل في الفرن قامت بإشعال الغاز وقبل ذلك كانت تقول بسم الله الرحمن الرحيم وفي ذات يوم قمت أنا بإشعال الفرن وخرجت النار في وجهي وأثرت شيئاً يسيراً في وجهي وبعده بمدة قلت أقول كما قالت كفيلتي عند إشعال الفرن بسم الله الرحمن الرحيم ثم أشعلت الفرن ولم يحدث لي أي شيء وفعلتها كذا مرة ولم يحدث لي شيء فسألت كفيلتي ما سر بسم الله فشرحت لي ثم إثر ذلك رغبت أن أدخل الإسلام وعرفت أنه الحق.
* ما أبرز المشروعات الوقفية التي أقمتموها، لتكون رافداً قوياً لدعم مسيرة المكتب؟
- للمكتب حسب إمكاناته بعض المشاريع الوقفية التي يكون ريعها لصالح المكتب مثل بعض المحلات التي تم تأجيرها وريعها السنوي ولو كان قليلاً إلا أنه يعزز ميزانية المكتب. والمكتب يبحث منذ ما يقارب السنة عن عقار يكون وقفاً قوياً يدعم ميزانية المكتب ويفتح آفاقه لتنفيذ مشاريعه المستقبلية. وفي الأيام القريبة سيتم شراء العقار المناسب بإذن الله تعالى.
* ما مسؤولية الدعاة في تصحيح المفاهيم المغلوطة التي تثار ضد الإسلام والمسلمين؟
- على الدعاة إلى الله تعالى مسؤولية عظيمة في تصحيح المفاهيم المغلوطة التي تثار ضد الإسلام والمسلمين، وذلك بإيضاح الحق الذي جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم وسار عليه خلفاؤه الراشدون من بعده وتبعهم عليه سلف الأمة. والتحذير مما يخالف ما جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته والسلف الصالح من بعدهم وإظهار سماحة الإسلام ويسره وإظهار ما تميز به الإسلام عن سائر الأديان من المحبة بين المسلمين وصور التراحم وبر الوالدين وصلة الأرحام وكيفية التعامل مع غير المسلمين وغير ذلك من المحاسن.
* ما الجديد لديكم، ولم يعلن بعد؟
- من المشاريع الجديدة في المكتب والتي لم يتم الإعلان عنها (برنامج الوافي) وهو برنامج يُعنى بتعليم اللغة العربية وعلوم الشريعة لطلاب المدارس العالمية من غير العرب ويبلغ عدد الدارسين فيه (165) دارساً يمثلون (14) بلداً.
ويقوم بالتدريس في هذا البرنامج أساتذة متخصصون في اللغة العربية وعلوم الشريعة ومدة هذا البرنامج خمس سنوات وهو الآن في سنته الثالثة ويعتبر هذا البرنامج أول البرامج التي تعنى بتعليم طلاب تلك المدارس على مستوى المكاتب التعاونية في مناطق المملكة.