|
الرياض - خاص الجزيرة:
أعرب الدكتور فهد بن سعد بن إبراهيم المقرن عن أسفه لتهاون بعض الناس في الالتزام بهدي الإسلام وأخلاقه التي تؤكد على احترام الكبار وتوقير الصغار، خاصة وأن المسلمين رُبِّوا على هذه التربيةِ العظيمة، أن يحترِمَ صغارهم كبارَهم، وأن يرحَمَ كبارهم صغارَهم.
جاء ذلك في حديث للدكتور فهد المقرن الأستاذ المشارك بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بعنوان: (رحمة الصغير وتوقير الكبير) مستشهداً في بدايته بقول المولى -عز وجل- عن نبيه المصطفى صلى الله عليه وسلم: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ}، ومن رحمته صلى الله عليه وسلم بالعالمين أن جاء بكل فضيلة ونهى عن كل رذيلة، ومما جاء به أن أعطى كل ذي حق حقه فحق الكبير من القوم في القدر أو في السن أو في العلم التوقير والاحترام والتقدير، وحق الصغير في السن أو في القدر أو العلم هو الرحمة، ولهذا قال صلى الله عليه وسلم: (ليس منا من لم يوقر كبيرنا ولم يرحم صغيرنا) رواه أهل السنن بإسناد صحيح.. ونبيّنا إذا تحدّث عنده اثنان في أمرٍ ما يبدَأ بأكبَرهما بالحديث ويقول: «كبِّر كبِّر»، يبدأ الأكبرُ قبلَ أن يبدأَ الأصغر. هكذا خلُق الإسلام، وهكذا رُبِّي المسلمون على هذه التربيةِ العظيمة، أن يحترِمَ صغارهم كبارَهم، وأن يرحَمَ كبارهم صغارَهم.
وواصل قائلاً: العجب أنَّ نرى في كثير من مجالِسِنا نرى صِغارًا في صدورِ المجالس وكِبارًا في أقصاها، ونرى شبابًا تستطيلُ ألسنتهم على الكبار، ونرى شبابًا لا يعرِف للكبير أيَّ قدرٍ ولا أيَّ مكانة، لا يرى له قدرًا، فيا أخي المسلم قدِّر الكبير وعظِّمه وأظهر لأبنائك ذلك، حتى تكون قدوة لهم في الخير، وكن يا أخي المسلم رفيقاً رحيماً بالصغير، تواضع له وارحم ضعفه، وكن هيناً ليناً.
وانتهى الدكتور فهد المقرن إلى القول: هكذا علم النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه يعرفون قدر الكبير ويرحمون الصغير، وهو صلى الله عليه وسلم كان قدوة في كل هذه الأمور كان يعرف للكبير قدره وكان يرحم الصغير ويلاطفه فكان يقول لصبي صغير (يا أبا عمير ما فعل النغير) ولما بال الأعرابي في ناحية المسجد قال لأصحابه (لا تزرموه) وعلمه ما ينبغي في بيوت الله بكل رحمة ورفق، فصلى الله على معلم الناس الخير والله يقول سبحانه: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا}.