الأمانة خلق جميل من أخلاق الإسلام وأساس من أسسه فهي فريضة عظيمة، حملها الانسان بينما رفضت السماوات والأرض والجبال ان يحملنها.. قال تعالى. (انا عرضنا الأمانة على السموات والأرض والجبال فأبين ان يحملنها وأشفقن منها وحملها الانسان انه كان ظلوما جهولا) 72 ,, الأحزاب،
إنها الأمانة التي عندما يلتزم بها الناس سيتحقق لهم الخير؛ لأنها علامة من علامات الإيمان، من تركها فهو خائن، والله لا يحب الخائنين، قال جل شأنه {إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ خَوَّانًا أَثِيمًا} (107) سورة النساء
وصون الأمانة في كل الأعمال يعني مخافة الله واتباع أوامره واجتناب نواهيه واقتداء بسيد البشرية صلى الله عليه وسلم الذي عندما دخل مكة، وطلب مفتاح الكعبة من عثمان بن طلحة، وقد طلب منه علي كرم الله وجهه المفتاح بعد فتح مكه لتكون حجابة الكعبه لهم فرفض، ونادى على عثمان، فقال هاك مفتاحك يا عثمان اليوم يوم بر ووفاء، وقد نزل قوله تعالى في ذلك الموقف العظيم من النبي الأمين، (إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات الى اهلها) 58 النساء.
ومن الحكايات التي تدل على الأمانة، يقال إن هناك فلاحا أمينا كان يعمل لدى أحد الملوك في مزرعته الخاصة، وقد قربه الملك كثيرا ووثق به مما آثار غضب بقية العاملين عند الملك وقرروا ان ينتقموا منه ظلما وعدوانا.
كان مع هذا الفلاح قربة عندما ينتهي عمله يملؤ ها بالماء ويذهب الى بيته فقاموا ووضعوا داخل القربة قطعا من الذهب، وجاءوا للملك، وقالوا إنك تثق في هذا الفلاح، وهو يسرقك كل يوم، انظر إلى قربة الماء وتعرف؟ فطلب الملك الفلاح وقد ملأ قربته بالماء، وعندما حس بالمكيدة اتجه الى الله وقال،
يا مدبر السقا عليك التقاها،
دليل عبدٍ تايه البصر محتار،
يوم ظلموه وقربته قد ملاها.
عندك لها ياوالي العرش تدبار،
فأمره الملك ان يفرغ القربة فأفرغها ولم يجد الذهب الذي وضعوه؛ لأن الله استجاب لدعوته وتحول الذهب الى ماء بقدرة الله نظرا لأمانته، وقرر الملك طرد من ظلموه: فهل نعي أمانة هذا الفلاح أو السقّا، كما كان يعرف سابقا ونحافظ على أماناتنا؟!