رغم أني لا أفضّل التصنيف أو التفريق وتقسيم الحياة إلى أنثى ورجل، وأدب ذكوري ونسوي، أو إعلام امرأة وإعلام رجل وذلك لأنه حسب وجهة نظري ونظر الكثيرين ممن يتفقون معي أنه لا فرق بين الصنفين إلا بالاجتهاد والتميّز إلا أنني لبيت الدعوة شاكرة للمقيمين على مؤتمر الإعلاميات العربيات العاشر الذي أقيم في البتراء المدينة التاريخية التي أدرجت قبل عامين ضمن عجائب الدنيا السبعة والذي ترأسه الإعلامية المتميزة محاسن الإمام.

للمرة الثانية تستضيف المؤتمر إحدى القرى ذات الطابع التراثي في البتراء التي شعرنا ونحن نقيم مع تفاصيلها وكأننا برفقة الماضي الذي كان يطل لنا من الشرفات الصغيرة الملونة باللون الأزرق، على جدران صُنعت من الطين، وعلّقت عليها أطباق القش وقناديل الزيت، وزيَّنتها أقبية وعقود نصف دائرية، وعتبات غطتها دوالي العنب المتأهب للنضوج.

مؤتمر الإعلاميات ضم مجموعة منهن ومن المتحدثين الفاعلين في المشهد الثقافي والسياحي والإعلامي من الجنسين، كان المحور الأساس الإعلام في ظل التطورات الجديدة وما تشهده المنطقة، وقد اندرج تحت هذا العنوان عددٌ من المحاور أهمها المثقف بين الشورى والديمقراطية والذي قدمت ورقتي حوله مستعينة بمجلس الشورى السعودي أنموذجاً وحضور المثقفين فيه وانطباعاتهم عبر مقال نشره الأديب حمد القاضي في صحيفة الشرق الأوسط عام 1429 للهجرة، كما مشاركة المرأة السعودية فيه، المرأة الفاعلة في مجالات شتى مستعينة كنموذج حي بإحدى العضوات الأدبيات وهي د. ثريا العريض شاعرة وأديبة ومستشارة في التخطيط في شركة الزيت الأمريكية السعودية.

في ندوات أخرى طرح موضوع مهم وهو صورة الإعلامية العربية ما بين السلبية والإيجابية، وقد أثارت الجلسة ما أثارته من خلافات في الرأي كان أهمها؛ هل كل مذيع أو مقدّم برامج هو إعلامي؟ وهل الإعلاميون لهم شخصياتهم الخاصة سواء في القنوات الخاصة أو الحكومية؟ بمعنى آخر هل يلتزم الإعلامي بتوجه القناة التي يعمل بها دون أن يكون له رأيه الخاص؟

محور آخر شارك فيه وزير الثقافة الأردني الأسبق د. صبري ربيحات هو السياحة ودور الإعلام في ازدهارها، ولقد كانت مشاركة سامي الحسنات لافتة للاهتمام نظراً لذكره الجوانب السلبية في السياحة في البتراء ومنها زواج الأردنيين بالسائحات بهدف الهجرة، كما عمل الأطفال في هذا المجال.

عبّرت الحاضرات عن فكرهن من خلال التعليق على الأوراق المقدَّمة ولعل ما ميَّز المؤتمر حضور الإعلاميات من كل وطننا العربي مشاركات أو حاضرات رافقتهن بعض المحطات التلفزيونية التي وعت أهمية هذا المؤتمر والوقت الحرج الذي يجابه إعلامنا العربي وساحتنا العربية.

البتراء كانت ملتقى هذا المؤتمر الذي مرت قوافله من سحر مناطقها وفيء ليلها الساحر وقد بدّد هجير نهارها شغف الحاضرات لمناقشة ما يتعلّق بمسارهن الإعلامي وقضاياهن وأبرز التحديات التي تواجهها الإعلامية الأنثى.

من آخر البحر

تسكن محرابي الشمس

تتحرر من عمقي الآهات

للكون مغرب شمس

وأنا في مهدي تغرب أسراب الكلمات