عنوان هذه المقالة بديهي جداً ولا يحمل جديداً. أعرف هذا الأمر جيداً فالصيف في معظم مناطق السعودية حار بل وتبلغ درجات الحرارة معدلات مرتفعة قد تتجاوز بعض الأحيان الخمسين درجة مئوية.
الجديد في الموضوع فقط لو هبت علينا في موسم الصيف رياح باردة وتساقطت علينا الأمطار بغزارة وانخفضت درجات الحرارة بشكل غير مسبوق إلى ما دون الثلاثين درجة مئوية، وتحولت جزيرة العرب إلى مروج خضراء في عز الصيف، ووفد إليها السياح من كل أصقاع الأرض. هذا التحول الخيالي هو الذي يحمل الجديد أما ما عداه فإنه يأتي في السياق المناخي الطبيعي المعتاد، فالشتاء بارد قد تصل في أيامه درجات الحرارة إلى ما دون الصفر المئوي ومع البرودة ينفرد بخصائص تميزه عن باقي فصول السنة، وكذلك فصل الصيف الحار بسبب ارتفاع درجات الحرارة.
مناخنا قاري يحفظ هذا الكلام طلاب المدارس الابتدائية، وطبيعة الأجواء معروفة بين ارتفاع درجات الحرارة واعتدالها وانخفاضها، لكن بعض الفلكيين والذين دخلوا إلى الميدان عبر النوافذ لا الأبواب وصدقوا أنفسهم بأنهم من علماء الفلك الكبار بعد أن كذبوا على الناس في أكثر من مناسبة يصرون دائماً على أن توقعاتهم هي الصائبة في كل الأحوال، وهي توقعات لا تتعدى التكهن بارتفاع درجات الحرارة في الصيف، وأن الصيف هذا العام سيكون حاراً وبما يجعله يتوقع بأن درجات الحرارة قد تتعدى الستين في الظل والثمانين في الشمس، وسيكثر الغبار وقد يدفن الأرض بمن فيها، وأما الشتاء فسيكون باردا وربما تسقط الأمطار بغزارة مع هبوب الرياح الباردة التي قد تتسبب في تجمد المياه وموت الأشجار. لاحظ أنهم دائما يزيدون في مساحات توقعاتهم بين انخفاض أو ارتفاع درجات الحرارة وهبوب الرياح الجنوبية الشمالية الشرقية الغربية والغبار المحمل بالعوالق والأتربة فإن أصاب في واحد أو أكثر من تنبؤاته صار في عيون متابعيه الفلكي الفلتة الذي لا يشق له غبار ولا عجاج، وتحول إلى زبون دائم لوسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية، وهطلت عليه الاسئلة والاستفسارات، وإن لم يصب في شيء من كلامه فلا حرج وعفا الله عما سلف، ونحن شعب طيب ينسى بسرعة، وإلا من ينسى كذبة الفلكي الشهير العام الماضي عندما توقع أن درجات الحرارة ستصل إلى سبعين درجة مئوية في الشمس وثمانين درجة في الظل وهي درجات حرارة يغلي فيها الماء ودرجات مثالية لإعداد اللحوم المشوية، ولا ينفع معها تكييف ولا تبريد. مرت هذه الكذبة التي أرعبت الناس ولم تتجاوز درجات الحرارة المعتاد فنسي الناس ولم يعاقب فلكي الغفلة بل استمر في ممارسة أعماله دون رقيب أو حسيب.
قبل أيام قال أحد هؤلاء الفلكيين “ إن الصيف سيكون حاراً جداً هذه السنة “. الله على هذا التوقع الخطير الذي قد لا يخطر على بال أحد ! هل نقول إنه خطير أم ساذج؟. أبلغ رد قرأته على توقع فلكي الشهادة المضروبة ما كتبه أحد القراء بهذه الصيغة: “حسافة يعني مو نفس الصيف اللي فات ثلج ومطر”؟
متى تتخذ هيئة الأرصاد وحماية البيئة إجراءات قوية تحفظ لها ولمنسوبيها فقط حقوق التوقعات المناخية؟
Shlash2010@hotmail.comتويتر @abdulrahman_15