تفاعلاً مع ما كتبته الأخت فاطمة العتيبي في زاويتها نهارات أخرى - بتاريخ 21-6-1434هـ حول ما يمكن أن تتحلَّى به لو كانت مسؤولة، وأشارت بصفة خاصة إلى الصدق والنزاهة والبعد عن مواطن شبهة الفساد واستغلال السلطة لتحقيق مكاسب لنفسها أو أقاربها أو ديرتها وغير ذلك من المثاليات التي لا وجود لبعضها إلا في عالم الأحلام الجميلة، أما أنا فلو كنت مسؤولاً في وزارة الشؤون الاجتماعية لقمت بإنشاء مطعم خيري في كل مدينة ومحافظة باسم خادم الحرمين الشريفين لإطعام المحتاجين من المواطنين والوافدين على غرار مطعم شارع ثليم ومطعم شارع الثميري اللذين أنشأهما والده الملك عبدالعزيز طيَّب الله ثراه، ولو كنت مسؤولاً في هذه الوزارة لقمت بإنشاء مكتب لمكافحة التسوّل في كل محافظة لمعالجة هذه المشكلة التي تكثر الشكوى بشأنها، وتكاد جهود الوزارة من خلال مكاتبها المحدودة وجهود المتعاونين معها تنحصر في ملاحقة المتسوِّلين دون البحث في مشاكل وأحوال هؤلاء الناس واتخاذ الحلول المناسبة في ضوء ذلك. ولو كنت مسؤولاً في وزارة الصحة لقمت بإنشاء مستشفى تخصصي في كل محافظة تحقيقاً لمشروع الحزام الصحي الذي تسعى الوزارة لتحقيقه منذ سنوات. ولو كنت مسؤولاً في ذات الوزارة لقمت بتفويض إدارات المستشفيات صلاحية استقدام حاجتها من الأطباء والفنيين في كافة التخصصات بدلاً من الاعتماد على لجان التعاقد التي لم تستطع سد احتياجات هذه المستشفيات.

ولو كنت مسؤولاً في وزارة التعليم العالي لقمت بإنشاء جامعة في كل محافظة يزيد عدد سكانها على 100 ألف نسمة لوضع المشقة عن طلاب وطالبات التعليم الجامعي الذين يتوافدون بالمئات على جامعة واحدة من جميع أنحاء المنطقة الإدارية الواحدة عبر طرق تعج بالحركة وبالحوادث المرورية القاتلة. ولو كنت مسؤولاً في ذات الوزارة لفتحت مجال الدراسة لنيل الماجستير والدكتوراه على مصراعيه لسد احتياجات الجامعات من الأساتذة الوطنيين. ولو كنت مسؤولاً في وزارة الشؤون البلدية لقمت بتوسعة النطاقات العمرانية لكافة الأمانات والبلديات بمقدار الضعف حتى تتمكَّن من استحداث المخططات السكنية وتسليمها لوزارة الإسكان لتقوم بدورها بتطوير هذه المخططات وتسليمها للمواطنين وفقاً لنظام الأرض والقرض، ولو كنت مسؤولاً في هذا القطاع لقمت برفع فئة البلديات المجمدة على فئاتها القديمة منذ سنوات طويلة والتي لم تعد قادرة على خدمة المحافظات التي زادت مساحاتها أضعاف ما كانت عليه منذ سنوات.