|
احتفاء بذكرى الأميرة نورة بنت عبد الرحمن، ورغبة في الكشف عن المزيد من المعلومات التاريخية عن سموها رحمها الله؛ وذلك لتقديمها بوصفها نموذجاً إيجابياً للمرأة العاملة الفاعلة المؤثرة في مجتمعها، تم عقد لقاء علمي في جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن بالتعاون مع دارة الملك عبدالعزيز، وذلك يوم أمس الأربعاء؛ وذلك بهدف إلقاء الضوء على مكانة المرأة في عصرها من خلال توضيح العلاقة التي تربط الأميرة نورة بشقيقها الملك عبد العزيز وبغيره من ذوي النفوذ في أسرتها.
وضمَّ الملتقى عدداً من الأوراق العلمية التي تناولت حياة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن وإسهاماتها في الحياة الاجتماعية، ومصادر معلومات سيرتها وشهادات حول حياتها.
وذكرت معالي مديرة الجامعة أن «جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن يشرفها أن تحمل اسم هذه المرأة المميزة، وأن تعبر عن فخرها بها بإقامة هذا الملتقى العلمي الذي يحيي ذكراها لتطلع الأجيال الناشئة من الشباب على سيرة هذه المرأة التي خلد التاريخ ذكرها».
وأضافت: «يشرف الجامعة أن تعلن أنها ستنشر مصاحبا لهذا الملتقى كتاباً مصوراً يضم بعض مقتنيات الأميرة نورة وبعض المعلومات والوثائق التاريخية التي تنتمي إلى عصر الأميرة نورة، وهي تمثل نموذجاً جميلاً لثقافة ذلك العصر وطبيعة الحياة الاجتماعية آنذاك».
وهذا الكتاب الذي تصدره الجامعة بوصفه أول كتاب مصور عن الأميرة نورة يبدأ بذكر سبب تسمية الجامعة وتاريخ التسمية على يد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، عندما وضع - حفظه الله - حجر الأساس للمدينة الجامعية للبنات؛ إذ رأى أن يطلق عليها اسم جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن، تخليداً لذكرها واعترافاً بفضلها، وكبادرة سامية منه - رعاه الله - تؤكد تقديره للمرأة وتكريمه لها.
وقدم للكتاب معالي مديرة الجامعة، التي أشارت إلى علاقة الملك عبدالعزيز مؤسس الدولة السعودية المعاصرة مع شقيقته الكبرى، التي كان لها دور حيوي في مساندته ودعمه طيلة حياتها، وهو ما أكده المؤرخون بوصفها بالشجاعة وقوة الشخصية وبُعد النظر؛ ما جعل شقيقها الملك عبدالعزيز يتخذها أمينة لسره ومستشارة في بعض أموره. كما أشارت معاليها إلى بعض صفات الأميرة نورة، في مقدمتها الذكاء والفطانة وحب المعرفة والتعليم ونشره بين أفراد العائلة من النساء والصغار، وحثها إياهم وتشجيعها لهم على تعلم وقراءة القرآن الكريم.
وشكرت معاليها سمو الأميرة نوف بنت عبدالله بن محمد بن سعود حفيدة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن، التي كان لها الفضل واليد الطولى في إصدار الكتاب، بالمساهمة بما توافر لديها من صور ومقتنيات تخص الأميرة نورة، وحرصها ودعمها الكريم كي يرى الكتاب النور، كما شكرت فريق العمل على الكتاب لجهوده حتى خرج في صورة بديعة تليق بهذه المناسبة وصاحبتها.
تلا ذلك تعريف موجز بالأميرة نورة بقلم الأستاذة الدكتورة دلال بنت مخلد الحربي، عضو هيئة التدريس في قسم التاريخ رئيسة اللجنة التحضيرية للملتقى عضو مجلس الشورى، تحدثت فيه عن دور الأميرة نورة الإيجابي في حياة الملك عبدالعزيز، وخصوصاً بعد أن أخفق شقيقها عبدالعزيز في محاولته الأولى؛ إذ لم تتخاذل ولم تيأس، وظلت تقوي عزيمته وتشحذ همته محفزة له على تكرار المحاولة حتى تحقق له النصر. كما أشارت إلى استمرار دعم الأميرة نورة لأخيها خلال مرحلة التأسيس والتوحيد للدولة، وكيف كان يستشيرها في كثير من الأمور، ويفضي إليها ببعض أسراره، ويقبل شفاعتها، كما كان يستعين بها في معالجة بعض الأحداث السياسية من خلال النساء اللاتي تربطهن صلات قربى بشيوخ القبائل أو ذوي السلطة، وتكليفه لها بالإشراف على شؤون العائلة ومهام استقبال زائرات المملكة، سواء من النساء الأجنبيات أو نساء بعض الأسر الحاكمة في شبه الجزيرة العربية.
بعد ذلك يفرد الكتاب مساحة لمشجر العائلة الذي أعادت تصميمه المحاضرة إيمان النويصر، ليضم أحفاد وحفيدات سموها - رحمها الله - وذلك قبل الانتقال إلى الجزء الأكبر من الكتاب، الذي يعرض صوراً احترافية من تصوير المحاضرة في قسم التصميم الجرافيكي الأستاذة لوجين ميرزا، أفرد على مساحتين، الأولى غطت «قصر الشريعة»، وهو قصر الأميرة نورة بنت عبدالرحمن وزوجها الأمير سعود الكبير في الخرج، سكنته لفترة أو على فترات من العام. أما المساحة الأخرى فكانت صور بعض مقتنيات سموها رحمها الله، ومنها «دراعة المنزل» و»الشيلة» و»ثوب منيخل» و»الثوب السحابي» و»العباءة المعصمة»، وهي القطع المعارة لغرض النشر في الكتاب من مقتنيات سمو الأميرة نوف بنت عبدالله بن محمد بن سعود. بينما جمع المادة الخاصة بالكتاب فريق العمل بالتنسيق مع د. مها الخشيل، وقام بالتعليق على الصور كل من د. حصة الشمري ود. وسمية العقل.
وفي الجزء الأخير من الكتاب عرض لمجموعة من المخطوطات، منها رسائل لسموها كانت قد وجهتها - رحمها الله - للملك عبدالعزيز، التي أكدت العلاقة الحميمية بين المؤسس وشقيقته الكبرى رحمهما الله.
يُذكر أن الكتاب نموذج من مخرجات كلية التصاميم والفنون في جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن، الذي عمل الفريق على الخروج به بهذه الصورة بالاستعانة بالمحتوى العملي من خلال أعضاء قسم التاريخ في كلية الآداب، وقام بعمل التصاميم كافة له الأستاذة مشاعل العجمي أحد أعضاء قسم التصميم الجرافيكي والوسائط في كلية التصاميم والفنون، وهو جهد وعمل لا يتميز بكونه الكتاب المصور الأول عن سمو الأميرة نورة بنت عبدالرحمن فحسب، وإنما كونه منتجاً ثقافياً فنياً ذا مستوى عال من الجامعة التي وضع فيها ولاة الأمر - وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين - الثقة والأمل في مقدرات ومهارات وإمكانيات المرأة السعودية، التي تسعى كل عضو وطالبة في الجامعة إلى إثباتها عبر أنشطتهن ومخرجاتهن المتنوعة.
هذا ما أكدته معالي مديرة الجامعة الدكتورة هدى العميل وهي ترفع الشكر الجزيل لمقام خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني على ما يقومون به من جهود ملموسة في مجال الارتقاء بمستوى تعليم المرأة وفسح المجال أمامها للمشاركة في خدمة الوطن.