|
حاوره - محمد العيدروس / صوره - جاسر الجاسر:
شدد سماحة شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، على ماهية تدعيم التعاون بين علماء المملكة ومصر، لدراسة ما يحاك بالأمة الإسلامية والوصول لمخارج أمنه مما يحاط بها. وأكد في حوار إعلامي شاركت به (الجزيرة) أن الأزهر يفكر في إطلاق مؤتمر كبير بمشاركة المملكة وعلماء آخرين من المغرب وتركيا وغيرهم، ليقوموا بأدوارهم في التخفيف من الأزمة التي تواجه الأمة.
وقال الدكتور الطيب الذي زار المملكة (مؤخراً) برفقة مجموعة من علماء مشيخة الأزهر: «الاحتفاء الذي وجدناه في المملكة أوصلنا لمرحلة الشعور بالخجل.. وجدنا كل محبة وتقدير من أبناء عمومتنا وإخواننا السعوديين».
وحول لقائه بسمو ولي العهد الأمير سلمان بن عبدالعزيز، قال شيخ الأزهر: إن سمو ولي العهد السعودي شدد مراراً على أن مصر والمملكة يلتقيان دوماً لخدمة الأمة العربية والإسلامية.. وتطرق الدكتور الطيب إلى الدور الذي يمكن أن يقوم به الأزهر لوقف المد الشيعي نحو مصر.
وقال: إن الأزهر يتحرك في إطار القفز على أي خلافات، مؤكداً أن الاختلاف الكبير الذي يثار ليس في صالح الشيعة ولا السنة.. وقال: إن الأزهر سيطلق قناته الفضائية قريباً جداً، وليس بهدف أن يكون لاعباً في الإعلام أو السياسة ولكنه ليدخل كمحدد للثقافة الإسلامية الصحيحة.
ونفى شيخ الأزهر في حديثه أن تكون مشيخة الأزهر قد تم تقييدها في عصر الرئيس السابق محمد حسني مبارك، وقال: من واقع تجربتي كمفتٍ وكرئيس لجامعة الأزهر لم ألحظ أن هناك تقييداً للأزهر الشريف، ولم يتدخل أحد في الإفتاء. إلى نص الحوار:
- هل من أهداف محددة - سماحة الشيخ - لزيارتكم الكريمة للمملكة؟
- زيارتي للمملكة تأتي بناءً على رغبة مشتركه بين الأزهر الشريف في مصر وبين وزارة الأوقاف في المملكة العربية السعودية الشقيقة، وكنا نفكر فيها من فترة والحمد الله أن أرانا بالأمس واليوم قد تحققت وعلى أفضل حال والحمد الله، الهدف من الزيارة هو تواصل علماء الأزهر الشريف وهيئة كبار العلماء في مصر مع علماء المملكة العربية السعودية وأيضاً هيئة كبار العلماء بها وسماحة الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ مفتي المملكة ورئيس هيئة كبار العلماء لأننا رأينا أن العالم الإسلامي أو المسلمين بشكل عام يتعرضون اليوم لمضايقات قد تكون متعمدة وبل قد يتعمدها من في الداخل مثل من في الخارج وأصبح المسلمون يعانون على أكثر من صعيد ففكرنا ومعنا معالي الوزير الشيخ صالح آل الشيخ في أن يكون العلماء في الأزهر يعني علماء مصر وعلماء المملكة على بينه من هذا الأمر وأن نلتقي في تجمع أكبر من هذا التجمع وأن نتدارس ما يحاك بهذه الأمة لعلنا إن شاء الله نجد مخرج من هذا الذي يحيط بنا الآن.
- ألا تعتقدون (سماحتكم) أن الأوضاع الحالية في العالم الإسلامي تستلزم المزيد من التعاون بين علماء المسلمين؟
- نعم هذا الصحيح، والأزهر يفكر بفكرة مؤتمر عام ندعو له في المقدمة طبعاً علماء المملكة ونتطلع إلى أنه علماء آخرين من خارج مصر يعني المغرب مثلاً وتركيا وهكذا، هذا اعتقاداً منا أن العلماء قد يستطيعون أن يلعبوا دوراً في تخفيف الأزمة التي تمر بها الأمة العربية والأمة الإسلامية على قدر طبعاً ما يستطيعون وهم إذا اجتمعوا يستطيعون أن يصنعوا الكثير في هذا.
تحدثنا خلال زيارتنا للمملكة مع ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز وتحدثنا معه في هذا الشأن، وأبدى لنا رحابة صدر في هذا الموضوع، وأيضاً ركز سموه على أن مصر والمملكة العربية السعودية تلتقيان أو يجب أن تلتقيا لخدمة الأمة العربية والأمة الإسلامية، ورحب بزيارة علماء الأزهر والوفد الذي يمثل علماء الأزهر من هيئة كبار العلماء معنا اليوم، وبعد ذلك زرنا وزارة الشئون الإسلامية والتقينا بمعالي الوزير الشيخ صالح، والحقيقة أنا أقدم خالص الشكر والتقدير والثناء العاطر على الحفاوة الكبيرة والكرم والاستقبال الحار الذي استقبلنا به من قبل المملكة العربية السعودية على كل مستوياتها الحقيقة وشعرنا حقيقة أننا نزور أهلاً ونزور أقارب وأسرنا وعوائلنا حقيقة وكان الاحتفاء وصل بنا الحقيقة إلى درجة أننا خجلنا، ولكن هذا طبعاً ليس بعزيز ولا غريب على إخواننا وأبناء عمومتنا العرب هنا بارك الله فيهم.
وأقدم خالص الشكر إلى المملكة كاملة وباسمي وباسم زملائي أعضاء هيئة كبار العلماء في الأزهر الشريف أقدم هذا الشكر عاطر الثناء لخادم الحرمين الشريفين، ولسمو ولي العهد، وأسأل الله تعالى لهما دوام الصحة والعافية والتوفيق والسداد وأسال الله تعالى للمملكة المزيد من التقدم والرخاء والأمان والرفاهية، وشكري أيضاً الخالص لسماحة الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ مفتي المملكة ورئيس هيئة كبار العلماء الذي تكرم ورافقنا اليوم في بعض اللقاءات، وأما الشكر الجزيل والخاص لصديقي وأخي وعزيزي معالي الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ وزير الشئون الإسلامية وفعلاً فقد أتاح لنا فرصة و فتح لنا باباً كبيراً من الأمل في أن يجتمع العلماء اليوم ويطلعوا بدورهم الذي تنتظره منهم جماهير الأمة في العالم العربي والإسلامي.
- ما هو الدور الذي يمكن أن يقوم به الأزهر لوقف المد الشيعي في مصر؟
- الأزهر هو باحث عن وحدة المسلمين أينما كانت وكيفما كانت، وقد التقينا بعلماء البحرين بشكل عام وفيهم من هو من أهل السنة وفيهم من أهل الشيعة إذاً لقاءاتنا لجمع الشمل ووحدة الصف ومحاولة القضاء على الفرقة لأننا نراه أن هذا الاختلاف الشديد الذي يثار أو تثيره لنا السياسات الأخرى بين حين وآخر بين الشيعة والسنة هو بكل تأكيد لا يصب لا في مصلحة الشيعة، ولا في مصلحة السنة وإذا ليس أمامنا إلا السعي لجمع الفريقين على طريق واحد وهو طريق الوحدة والإلتئام وجمع الشمل والقضاء على هذه الفرقة في هذا الإطار وفي هذا المعنى يأتي تحرك الأزهر في السعودية أو في البحرين أو في أي بلد آخر إن شاء الله قريباً في نيتنا أن نزور بعض البلدان الأخرى العربية والإسلامية إن شاء الله.
- إذاً.. كيف تتعامل مشيخة الأزهر مع الأحداث بشكل عام؟
- إن الأزهر يتحرك في إطار القفز على هذه الخلافات ليكون في إطار الوحدة التي تضمن حقوق الجميع والتي لا تمس أياً من الأطراف والتي لا تتدخل في شئون طرف وشئون طرف آخر هذه الوحدة التي نبتغيها وإلا لا يكون هناك وحدة ما دام أنك تتدخل في شوني أو تتدخل في شئونك هذه العلاقة سوف تكون علاقة صراع ولا يمكن أن تكون علاقة وحدة أو التئام أو يعني كما يسمونه تبادل المنافع بين الطرفين، الأزهر طبعاً هو حامي الوسطية منذ أنشئ وحتى الآن وهذا هو الذي كونه يقع في قلب الأمة وفي وسط الأمة وهو المعبر عن ضمير الأمة هذا هو الذي ضمن له أن يبقي يعني لا أقول للمرجعية الإسلامية ولكن بمثابة العقول المسلمة والضمائر المسلمة على مدى قرون عديدة جداً ولو انه منذ البداية تخندق في مذهب، أو في طائفة معينه أو في اتجاه معين أو حتى لو تخندق في اتجاه سياسي معين ما كتب للأزهر إن يبقى حتى الآن لأن السياسات تتبدل والتيارات تنقضي وتزول ويأتي غيرها لكن وجدنا أن الأزهر هو مستمر، إذاً استمراره هذا دليل على أنه يحافظ على المعنى العام للأمة الإسلامية وهو أنها أمة واحدة وهو لها قرآن واحد ولها قبلة واحدة ولها نبي واحد ولها لغة واحدة ولها أيضاً من المحيط إلى الخليج جنس واحد، فالأزهر يحاول التركيز على هذه المقاومات مقومات الوحدة شيء طبيعي أن يحدث في زمن السموات المفتوحة كما تسمونها أو الإعلام الذي لا يتقيد بالضوابط، التي كان يتقيد بها من قبل في هذا الجو أعتقد أنه من الطبيعي لا أقول من المنطقي أن تظهر هناك أصوات تستغل هذه الحرية الإعلامية وهذا الانفتاح الإعلامي لتقول ما تريد قد تكون هذه الأصوات أصواتاً تخضع لحسن نية ومنها ما يخضع لتخطيط ومن خطط التدمير هذه الأمة ونحن علينا أن نعي وأرجوا ألا تعتقد أنني أؤمن كثيراً بنظرية المؤامرة، ولكن المؤامرة موجودة ومكشوفة ولعب فيها على المكشوف كما يقولون ونقرأ قراءة شبه يوميه حتى في جريدتكم تحليلات وآراء ومقالات تبين هذا التربص الخارجي والمرتبط بتربص داخلي لتقويض وحدة هذه الأمة لتكون دائماً لقمة سائغة في فم القوي الأجنبي شيء طبيعي أن يتعرض الأزهر ووسطية الأزهر بشيء من هذا ولكن الأزهر يقظ لهذه المحاولات وهو على يقين من أنها إن شاء الله محاولات يائسة وقد حدثت قبل ذلك وتحدث ولكن إن شاء الله على الأزهر وعلى العلماء في جميع البلدان أن يتحركوا في تقييم هذا الوضع وللوقوف في وجه التخريب التفريقي بيالأمة الإسلامية الواحدة، أرجو أن تتفق معي على أن الأزهر ليس مؤسسة قضاء ولا حكم ولا محكمة ولا هو معني بشكل رسمي بالتحقيق ونشر حقائق الأمور في هذا الأزهر يعبر عن الشعب على مصلحة الشعب عن ضمير الشعب في هذا الإطار أو هذا الاتجاه الأزهر فعلاً مرتبط بالشعب ويعبر عن آماله وعن الأمة في وثائقه التي أصدرها في المبادرات التي كان يجب عليه أن يقوم بمبادرات وقف العنف لأن العنف يتحمل الجميع نتائجه السيئة والسالبة، الأزهر، أنا لا أرى أنه يحقق في الأمور ويكشف للشعب أن هذا الحدث هو كذا وكذا أبدا إنما الأزهر ينادي الجميع ويراهن على كتلة الجماهير المصرية والشعب المصري البسيط الموجود في الشارع وفي البلدان والقرى الأزهر ويعبر عن هؤلاء الناس، مسألة الأخونة وغير الأخونة أيضاً الأزهر لا يتوقف عندها الأزهر لديه القضايا الكبرى أنما نحن كهيئة أزهرية وكهيئة كبار العلماء وكهيئة تعليمية وهيئة تاريخية الناس لهم عندنا آمال نحن نتبنى الدعوة إلى هذه الآمال ولذلك مؤسسة الأزهر تخاطب الجميع تخاطب مؤسسة الرئاسة والقضاء والأمن والأحزاب والقوى السياسية والتيارات الفاعلة سواء كانت مدنية أو غير مدنية الأزهر هو على مسافة واحدة كما تقولون في الإعلام من هذه الهيئات والمؤسسات عيناه على أين مصلحة الشعب.
- إعلامياً.. هل الأزهر شبه مغيب عن الأحداث الإعلامية فلا صوت أو متحدث رسمي به؟
- نحن إن شاء الله بصدد أطلاق قناة الأزهر قريباً جداً إن شاء الله أتوقع ألا يزيد على شهرين أو ثلاثة، والأزهر ليس غائباً عن الأعلام ولا عن المواقع نحن نعاني ظهور الأزهر في كل مواقع الأعلام ونعاني من تفسيرات الإعلام لهذه الظهورات الموجودة في الساحة الإعلامية ومما يدل على أن المواقع موجود، ونحن ليس لنا إلا سنة في هذا الموضوع ولكن أتوقع تقدماً، وأؤكد لك إن شاء الله سيكون تقدماً ملموساً في هذا المجال يعني يدخل الأزهر كلاعب في الإعلام والسياسة ولكن ليدخل كمحدد للثقافة الإسلامية الصحيحة وهذا هو الذي إن شاء الله سيكون.
- وماذا عن إستراتيجتكم في قبول الطلاب الطلاب وخاصة المغتربين؟
- جامعة الأزهر فيها تعليم عن بعد وهذا على المواقع الإلكترونية وفيها الطلاب الوافدون والوافدات وهم أكثر من 25 إلى 30 ألفاً اسمه برلمان الوافدين، وكل هذا محمل على المواقع وجامعة الأزهر موقعها ولها نسبها بالعكس أدخل على موقع الرابطة رابطة خريجي الأزهر سوف تجد كل هذا البيانات موجودة سنة بسنة، نحن في أمور كثيرة في بدايتها.
الذي يدخل في جامعة الأزهر يدخل في مرحلة علمية متقدمة تعتمد على مراحل علمية سابقة وتكوينها يكون على مرحلة الإعدادي ومرحلة الثانوي، والإعدادي الأزهري يزيد كثيراً جداً عن الإعدادي العام بعلوم أزهرية ولغوية إلى آخره وكذلك الثانوي الأزهري وهذه مناهج مزدوجة تعتبر، فإذا كان الطالب الحاصل على الثانوية غير الأزهرية يريد أن يتقدم إلى الكليات الأزهرية التي هي أوصول الدين اللغة الشريعة الكليات الأصيلة إذا أراد أن يذهب إلى الطب والهندسة فلا مانع، ممكن نعمل له معادلة ويدخل، ولكن كيف تعادل واحداً لم يدرس مواد ست سنوات وتجلسه إلى من درسها ستة سنوات أولاً ولن يفهم ما يقال لأن هذا الذي يقال هو مرحلة علمية نسميها النهايات لأن فيه البدايات والمتوسطات وفيه النهايات، كليات جامعة الأزهر تبدأ التعليم بالنهايات لكن إذا دخلت مباشرة لا تعرف فهنا اشترطنا أن يكون الذي يتقدم إلى الكليات الأزهرية لابد أن يكون حاصلاً على الثانوية الأزهرية فالحاصل على الثانوية الأزهرية يذهب إلى الكليات بخلفية علمية أزهرية تكوينية معينة، فمن هنا اشترطنا أن يكون الذي يلتحق بهذه الكليات إما أن يكون حاصلاً على الثانوية الأزهرية أو أن يأتي بالعلوم التي جاء بها ويدخل امتحان معادلة، فممكن ندخله أولى ثانوي عندنا أو ثانية ثانوي أزهري ويحصل على الثانوية ثم يدخل بذلك هذه الكلية.
- هل ما يقال من أحاديث أن الأزهر مقيد في عهد مبارك على الفتوى فقط؟
- من واقع تجربتي التي خضتها في هذا العهد كنت مفتياً لفترة عام ونصف ورئيساً لجامعة الأزهر لسبع سنوات قبل أن أذهب إلى مشيخة الأزهر، لم ألحظ أن هناك تقيداً للأزهر الشريف، يعني لم يتم تتدخل أحد في فترة الإفتاء وأعتقد مع من كان قبلي لم يتدخل أحد بتلفون ليوجهك أو ليفرض عليك أو ليقول لك أفعل أو لا تفعل بل حينما تسلمت دار الإفتاء وإن كان التقليد أن يكون معي شيخ أزهر عند وزير العدل فكان وزير العدل -رحمه الله- فاروق سيف النصر قال لي الإفتاء آمنة في رقبتك وقل ما يرضي ضميرك.