حتى أطفالنا أصبحوا يطبّقون هذه السياسة عند التقاط صورة تذكارية لهم بكاميرا (الجوال)، عبر عدم النظر إلى العدسة (بتصنّع) أثناء التصوير، لإضفاء نوع من الأهمية لأنفسهم!
للأسف يُقال إن (تصرفات) الصغار العفوية، هي مجرد انعكاس حقيقي لما يقوم به (الكبار)، ولا أدل على ذلك من حركات ضيوف (بعض القنوات الفضائية) التي تشعر من خلالها أن الأسئلة التي تُطرح عليهم تشكِّل صدمة لهم، وتصوّر على أنها (محرجة)، أو من (النوع الشفاف)، ويتصنَّعون عدم علمهم بهذا الطرح، ولكنهم يبدعون في الإجابة عليها وتلميع أنفسهم من خلال الديباجة المعروفة (سؤال جيد)؟!
بينما الواقع المر للعديد من الحوارات (الصحافية والتلفزيونية) يدل على أنها (مُعلَّبة) وجاهزة، هذا إذا سلَّمنا أن مدير مكتب المسئول لم يقم بإعدادها أصلاً، أو أن الصحافي المحاور نفسه، هو من كتب (الأسئلة والأجوبة) على لسان الضيف، ليقوم الأخير بتحديد (موعد) للتصوير معه فقط!
قد يكون هناك مبرر لاستخدام هذا النوع من (الحوارات) مع المسئول الذي قد تؤثِّر إجاباته (غير الدقيقة) على (سوق الأسهم) أو البورصة أو أسعار الخدمات عندما يتحدث عن أرقام أو معلومات مركبة ومهمة تؤثِّر في حياة الناس أو في علاقاتهم أو ما في حكم ذلك!
وبرأيي أن المسئول (الخدمي) الشجاع، يُحب الحوار المباشر (دون قيود) على الطرح والمحاور، ويتقبل كل نقد، ويجيب عليه بصدق، ويعترف في حال (التقصير)، ويعتذر في حال (الخطأ)!
المصيبة أنه كما أن هناك (مسئولاً) يتبع سياسة (صوّرني وأنا مدري)، أو فاجئني بهذا السؤال وأنا مدري؟! هناك أيضاً (الصحافي) الذي يعمل بطريقة: بصوّرك وسو نفسك ما تدري؟! وهذا أخطر من المسئول نفسه!
وبالمناسبة هناك أغنية خليجية لشاب مغمور أهديها لكل (مسئول) تم تصويره وهو لا يدري!
تقول كلماتها: صوّرني وأنا مدري.. قل له ضايق صدري.. بحط أيدي على رأسي.. على عيني.. على خدي.. ابعرف عنده وش قدري؟!
وعلى دروب الخير نلتقي.
fahd.jleid@mbc.netfj.sa@hotmail.com