|
منذ أيام قلائل، انتقلت إلى رحمة الله عزّ وجلّ السيدة الفاضلة الكريمة البارّة المحسنة منيرة بنت صالح العباد، ابنة الشيخ صالح العباد - رئيس ديوان رئاسة مجلس الوزراء، وزوجة الشيخ محمد إبراهيم البطحي المستشار في الديوان الملكي في عهد الملك فيصل - يرحمهم الله جميعاً -، نسأل الله عزّ وجلّ أن يتغمّدها بواسع رحمته وعظيم مغفرته، وأن يسكنها فسيح جناته مع النبيين والصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقاً، وأن يلهم أهلها وذويها والمحبين الصبر وعظيم الأجر في مصابهم الجلل.
لقد كانت هذه السيدة - يرحمها الله - مثالاً للمرأة التقية النقية العفيفة الشريفة، ولا نزكيها على الله عزّ وجلّ فهو العليم بذات الصدور، ولكن الخير ما شهدنا منها وعلمنا عنها، عاشت حياتها شمعة تضيء لغيرها الطريق، أنجبت وربّت فأحسنت، وكانت لزوجها - يرحمه الله - السكن والمتاع وخير متاع الدنيا الزوجة الصالحة، فالمرأة الصالحة نصف المجتمع وتربة الغرس وحضانة التربية وصانعة الرجال، فقد كانت - يرحمها الله - سبّاقة لفعل الخير والصدقات ومساعدة المحتاجين، وبموتها فقدها الكثير من محبيها، وانقطع الرفد عمن كانت تساعدهم وعاشوا في نعمة من الله ثم إحسانها سواء المادي أو المعنوي، وكلنا في انتظار نهاية الأجل المحتوم، لن نصحب معنا إلاّ عملنا والباقيات الصالحات عند ربك خير وأبقى، ولن تبقى لنا في هذه الدنيا إلاّ الذكرى، ولن يلحقنا منها إلاّ كما قال المصطفى صلى الله عليه وسلم: «علم يُنتفع به أو صدقة جارية أو ولد صالح يدعو له».{إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}.