بقلم - إيمي جن سو ومورييل ميغنان ويلكنز:
أنتَ تتلعثم في كلامك، ولا توصل رسالتك بوضوح، ثمَّ تنظر إلى أرجاء الطاولة - وترى أن الجميع أعلى منك مقامًا، من حيث العمر والمنصب على حدِّ سواء. وتتساءل إن كانوا سيأخذونك يومًا محمل الجدِّ.
هل يبدو الأمر مألوفًا؟ إن كان كذلك، فأنت واحد من بين عدد كبير من المحترفين الشبان الذين يختبرون ما يُعرف باسم «عقدة الشعر الشائب» - وهي عبارة عن شعور بالرهبة في حضرة مسؤولين تنفيذيين أعلى مقامًا.
ومن أجل تخطّي شعور عدم الأمان هذا، من الضروري أن تكيَّف نفسك على ثلاثة أصعدة: ذهنيًا، وتقنيًا، وجسديًا، وفيما يلي طريقة القيام بذلك:
- التكيّف الذهني: يمثّل عاملاً أساسيًّا لإيصال الثِّقة بحسّ صادق بالانتماء. وقد عانى عميل لنا يُدعى جايسون من هذه المشكلة، عندما تمَّت ترقيته إلى منصب مدير مسؤول، وتطلّب منه منصبه الجديد تمضية وقت فعلي أطول بكثير مع كبار المسؤولين التنفيذيين.
وغالبًا ما كان الأصغر سنًا على طاولة الاجتماعات، وأذعن لرغبة مسؤولين تنفيذيين أعلى منه مقامًا. وفي حين تمنّى حايسون أن يأتي يوم وينظر إليه هؤلاء المسؤولون كنظير لهم، رفض أن يَرَى نفسه في هذا المقام. وبما أنّه لم يؤمن بأن مكانه محفوظ حول هذه الطاولة، كان تأثيره محدودًا. وقد عملنا بالتعاون مع جايسون لمساعدته على استبدال هذه العقلية بشعور ثقة بالذات حقيقي.
التكيَّف التقني: غالبًا ما يُؤدِّي الشُّعور بالرهبة بسبب مسؤولين أكبر شأنًا إلى إحدى النتيجتين التاليتين: فإما تفرِّط في التعويض من خلال الدفاع بعنف عن وجهة نظرك، أو تقوّض إمكاناتك عن طريق التردُّد في إجاباتك. ولا يُنظَر إلى أيّ من هاتين الطريقتين على أنّه من الإستراتيجيات الفعَّالة. وبغية تخطي هذه العراقيل، من الضروري أن تكون مستعدًّا، وتحترف تقنيات التواصل. ويتمثَّل أهمها بالقدرة على الكلام من وجهة نظر المسؤولين التنفيذيين، وأخذ مشكلاتهم وجدول أعمالهم بعين الاعتبار.
ويكمن أمر آخر في القدرة على إيصال القيمة على صعيد ما تطرحه على الطاولة، إلى جانب نتائج عملك.
- التكيّف الجسدي: أيّ من سماتك الجسدية ينعكس سلبًا على حضورك كمسؤول تنفيذي؟ لا شكَّ في أن اللباس، والصَّوت وطريقة الوقوف هي العناصر المسؤولة عن ذلك. وبعد أن شاهد جايسون نفسه في لقطات فيديو، أدرك أن صوته يخونه في أحيان كثيرة - إِذْ كانت وتيرة كلامه تسرع كُلَّما ازداد اضطِّرابه. وبمساعدة تمارين تنفّس، تعلّم جايسون كيف يكون أكثر إتزانًا عندما يعرض نقاطه. وتعلّم التحكُّم بنبرة صوته للحدِّ من ارتفاعها، ما جعل تصريحاته تبدو كأسئلة، أكثر من كونها تأكيدات.
وفي حين يعجز المرء عن التحكُّم بالحاضرين أمامه، ثمَّة أمور كثيرة يمكن أن تتحكّم بها لتعزيز الأثر الذي تتركه في المكتب.
- إيمي جن سو ومورييل ميغنان ويلكنز شريكتا تأسيس ومديرتان إداريتان في شركة «أيزيس أسوشيتس» المتخصصة بتطوير القيادة وتدريب المديرين التنفيذيين. وقد ألفتا كتابًا بعنوان: «املك المكان: اكتشف السمة التي تميّزك ليكن حضورك القيادي متّقنًا» Own the Room: Discover Your Signature Voice to Master Your Leadership Presence.