إشارة للخبر المنشور في جريدة «الجزيرة» للعدد (14810) حول تكليف المهندس صالح الأحمد أمينًا لأمانة منطقة القصيم خلفًا لسابقه السلطان، أقول في البداية لا شكَّ أنّ هذا التكليف هو بالتأكيد يحمل مسماه، فهو تكليف لا تشريفًا لأداء عبء ثقيل وتركة كأداء تحتاج إلى نفس طويل وتخطيط سليم، فمنطقة القصيم تعاني في كثير من مرافقها وخدماتها وأحيائها معاناة مشهودة، فهناك مشروعات مُتعثِّرة ومشروعات نفذت بهشاشة وطرق متهالكة وأحياء تعاني من توفير الخدمات لها، فمدينة بريدة تشكو من سوء بعض الخدمات وتشكو من اهتراء الكثير من الطرق الرئيسة والفرعية ومن تشويه مداخلها الرئيسة شرقًا وغربًا، جنوبًا وشمالاً، فعلى مستوى الأحياء لا زالت أحياء في بريدة تعاني من الإهمال، فرغم مرور سنوات من الميزانيات المتتالية والمخصصات الوافرة التي تمنحها الحكومة لأمانات المناطق للاهتمام بالمدن والمحافظات والأحياء إلا أن بعض أحياء بريدة تعيش بمعزل عن آليات التطوير وبوادر الاهتمام حتَّى لتكاد تصبح علامة لِمَنْ يريد ضرب الأمثال بها تبعًا لمستوى درجات الإهمال الذي تعاني منه، فأحياء مثل (النقع، السادة، الحي الأخضر، السالمية، الضاحية الرابية) نراها وكأنها تعيش خارج نطاق بريدة، فلا شوارع منظمة ولا أرصفة ولا نظافة على قدر جيّد ولا تشجير وكأن سُكَّانها يشعرون أن أحياءهم مصنفة بدرجات أدنى من الأحياء الأخرى.
وفي جانب المتنزهات فالإهمال قد طالها أيضًا وأخذت الحقيقة نصيبها منه في مستوى مرافقها ونظافتها.
أيْضًا الفتحات العميقة للتحكم بتصريف المياه أغطيتها تالفة رغم حداثة تركيبها وقد تحوَّلت لمصائد تُهدِّد بسقوط المتنزهين لا سيما الأطفال وكبار السن، وهذا المتنزه تتضاعف درجات الإهمال فيه رغم ما تَمَّ تخصيصه له وصرفه عليه من مبالغ طائلة، ولكن للأسف الواقع لا يعكس حتَّى مُجرَّد أن يكون حديقة أو متنزهًا بريًّا والروائح الكريهة التي تحيط به تزكم الأُنُوف ولا بد لها من حلٍّ، ناهيك عن تكاثر البعوث بِشَكلٍّ لا يمكن تصوره مما جعله أداة منفّرة وعائقًا أمام التنزه فيه.
ومن المشكلات في بريدة مشكلة تصريف السيول التي هي أخطر وأعظم وأفدح أثرًا فبنيتها التحتية -إن وجدت في بعض المواقع - سيِّئة جدًا وتنذر بكارثة في حال المطر الغزير وتحتاج إلى عمل غير مرتجل يحلُّ ويعالج واقعها السيئ، وفي جانب الطرق فطريق مشكلاته مزمنة والحاجة ملِّحة لجعله شريانًا مسهلاً للحركة المرورية.
مداخل بريدة المُشَوَّهَة قضية مزمنة أيضًا لم يحصل لها علاج حتَّى الآن فبدلاً من أن تستقبل المدينة الوافدين إليها بالمناظر الخلابة والجماليات الهندسية أصبحت تستقبلهم بأعشاش وروائح الإبل والأغنام ومكبات النفايات وروائح المجاري.
وأخيرًا ليس آخر نقول للأمين الجديد المكلف المهندس الأحمد: أنت لست غريبًا عن المنطقة لا سيما مدينة بريدة وأنت أعلم بمشكلاتها وينتظر منك أن تصحح الأوضاع بحكم ما ألقي عليك من مسؤولية مطالب بأدائها أمام الله، ثمَّ أمام وَلِّي الأمر والمواطنين، وأوجب ما يجب أن تبادر به هو أن تقوم بجولة لتستعيد شريط القضايا والإشكاليات وتستمع لمعاناة ومطالب المواطنين والمشكلات الخدميَّة التي تعاني منها المنطقة وبالذات بعض الأحياء من ناحية الخدمات البلدية وبأمانة تامة من منطلق الأمانة التي وليت على إدارة زمامها.
محمد سند الفهيدي - بريدة - تعليم القصيم