طالعتنا جريدة الجزيرة الغراء وعلى صفحتها الأخيرة في العدد (14809) الصادر يوم الاثنين 5-6-1434هـ طالعتنا بعمل جميل وهو قيام مؤسسة الوليد بن طلال الخيرية بعمل تُشكر عليه ويسجل لها كسابقة تتميز بها المؤسسة في شخص رجل المواقف صاحب السمو الملكي الأمير الوليد بن طلال -وفقه الله- أنه بقيام المؤسسة بترميم منزل الرجل الإنسان ذلك المواطن المتميز ذو الوزارات الثلاث المغفور له -إن شاء الله- الدكتور غازي القصيبي أحد أبناء الوطن وممن تركوا بصمات لا تنسى مهما طال الزمن.

إن قيام مؤسسة الوليد بن طلال الخيرية بهذا العمل الجلي إحياء لذكرى ذلك الإنسان المواطن المسؤول والذي حظي بثقة القيادة الرشيدة وقاد ثلاث وزارات ذات نطاق واسع ومن الوزارات الخدمية المهمة في الوطن الغالي المملكة العربية السعودية، حرسها الله ووفق ولاة أمرها لكل خير وفلاح ونجاح.

إن الوطن لن ينسى ذلك المواطن غازي القصيبي، إذ ترك بصمات واضحة وقام بخدمات جليلة شملت أرجاء الوطن من خلال تقلده مناصب وزارية مهمة، إضافة إلى مهام أخرى لم يبخل على الوطن والمواطن بتلك الجهود الكبيرة التي بذلها خدمة لدينه ومليكه ووطنه وأبناء وطنه. فقد تقلد وزارة الكهرباء ثم الصحة ثم العمل، وقد أبدع وأجاد وأفاد، وهذا ما يشهد به كل منصف ومحب للوطن ومن يستظل بظله.

إن اهتمام المؤسسة بترميم منزل غازي القصيبي في عاصمة مملكة البحرين المنامة وإعداده ليكون متحفاً يضم إبداعات غازي القصيبي لعمل مشكور وإثراء للثقافة وإحياء للتراث في مملكة البحرين الشقيقة للمملكة العربية السعودية واستمراراً لعطاءات الأديب والشاعر والوزير وهو من يستحق الوفاء ووفاءً وتقديراً لما بذله خدمة للوطن والمواطن خلال تقلده تلك الوزارات الخدمية والمهمة والتي كانت تحقق نماءً وعطاءً، وشاركت تلك الوزارات في منجزات الوطن الشاملة خلف قيادة حكيمة ورشيدة. الوفاء لأهل الوفاء من أهل الوفاء أيضاً، والتكريم سمة وصبغة إسلامية حث عليها ديننا الحنيف. فقد كرَّم الله الإنسان وفضله على كثير ممن خلق ليحقق الخلافة في الأرض، وذلك وفق ما جاء في كتاب الله وسنة رسوله الكريم. إذاً التكريم سمة وعلامة مميزة ومنهج إلاهي كريم وفاء لمن يستحق الوفاء، والتكريم لجهود بذلها ونفع بها الآخرين.

شكراً ثم شكراً لمؤسسة الوليد بن طلال الخيرية على ما تقوم به من جهود خيرية واضحة تجاوزت حدود الوطن إلى (75) بلداً حول العالم. وشكراً لمعالي وزيرة الثقافة البحرينية التي دعت إلى الاهتمام والعناية والتي نسقت وذللت كل العقبات إن وجدت في هذا الشأن فتم -بحمد الله- ترميم وإعادة منزل الدكتور غازي الصيبي -رحمه الله- إحياء لذكراه واستمراراً لعطاءاته الأدبية التي أثرت الساحة الأدبية في عالمنا العربي بل تجاوز ذلك إلى العالم من حولنا.

والشكر موصول لجريدة الجزيرة وهي تهتم بمثل هذه القامات من رجالات وطننا الحبيب، فهي لها السبق في هذا، فتلك إشادة برجل خدم الوطن والمواطن والأدب والثقافة، رحمه الله رحمة واسعة.