|
يُعدُّ تاريخ 26-6-1434هـ ليس تاريخًا كسائر التواريخ، بل تاريخ يتجدَّد معه العهد والولاء من كل عام، تاريخ يصادف ذكرى البيعة الثامنة لخادم الحرمَيْن الشريفَيْن، ويُعدُّ عهده الميمون أزهى العهود تنمية وتطوَّرًا وانفتاحًا، عهد الاقتصاد والبناء وعهد الحضارة والحوار وعهد العلم والعطاء، عهد يتجدَّد كل عام يلتحم به القائد مع شعبه ويبايعونه على العهد والولاء، يبقون كالبنيان يشد بعضه بعضًا.
ومما لا شكَّ فيه أن عهد خادم الحرمَيْن الشريفَيْن عهد عطاء شهدت فيه بلادنا الحبيبة تطوَّرًا هائلاً في شتَّى المجالات، تطوَّرًا يسجله التاريخ على صفحات الأيَّام من ذهب، بحيث تحوَّلت المملكة العربيَّة السعوديَّة من مملكة ناشئة إلى دولة صاحبة كلمة مؤثِّرة في صنع القرار وأحد أهم أركان الاتزان العالمي والاستقرار الأممي. وهذا العهد الميمون عهد تأصلت به معاني الولاء والانتماء للأرض والوطن من جيل إلى جيل، وعهد اقتصاديّ تحرَّكت به عجلة التنمية الاقتصاديَّة فتحوَّلت إلى منطقة جذب استثماري يدر آلاف الوظائف على أبناء الوطن، عهد العلم الذي أسس عشرات الجامعات والكلِّيات بكافة تخصصاتها لينهل أبناء دولتنا من مناهل العلم ويستقون من أعذب الموارد مما يواكب متطلبات سوق العمل وحاجة بلدهم بأيديهم العاملة التي تسهم في بنائه مما يواكب تطلُّعات وآمال مليكنا الغالي وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني.
والمتابع لهذا العهد المبارك يدرك نقاط التحوّل على كافة الأصعدة في فترة زمنية وجيزة مما جعلنا نسابق الزَّمن في التنمية، وهذا العهد الزاخر الذي استحدَّثت فيه العديد من الوزارات والهيئات وأصبحنا نواكب التغيّر العالمي الذي يلبى طموحات الشباب وآمالهم ويساندهم في صلتهم القوية بقائدهم وسمو ولي عهده وسمو النائب الثاني.
ويُعدُّ عهد خادم الحرمَيْن الشريفَيْن عهد الحوار، فكيف استطاع بحنكته تجنيب العالم شرّ صدام الحضارات ونشوب حرب الأديان وأزال الكره والأحقاد بين سكان العالم بكافة الدول وأديانهم ودعا لحوار الأديان والثقافات، فحوّل العالم إلى عالم أكثر قربًا.
خادم الحرمَيْن الشريفَيْن عهدك مبارك وعطاؤك محل تقدير شعبك ودعمك لمسيرة التنمية في بلادك محل فخر لأبنائه، فأنت القائد المحبوب الذي لبيّت الكثير من متطلبات شرائح المجتمع لينال الجميع رغد العيش ونعمة الأمن والأمان.
حفظ الله بلادنا من كل مكروه وأطال في عمر قائدها وحفظه الله لها وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني وأن نحتفل مع الأيَّام بمزيد من العهود الميمونة والمباركة.