هي رحمة الله بكل من مات قبل أن يتردى حال الإسلام بين المسلمين..,
وتتهاوى عزة المسلمين..
تنقص هممهم..، وتتكالب عليهم الدنيا فيتخبطون لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء..
وحين يتفاخرون فبأمجاد من سبق، وحين يتسارعون فلقوة من لحق..
والسابقون هم دعامات أمتهم، واللاحقون هم من لا يعنيهم الإسلام فيجعلونه مرمى نبالهم، ومحور نوالهم..
لم يعد من يفكر إلا القلة فيما كان يفكر فيه علماء المسلمين، والباحثون في قضايا بينها على سبيل المثل أبعاد الاستشراق، وآثار الترجمة، ومردود الغوص في تاريخ العرب المسلمين, وأوجه حضارتهم..، وأثر دينهم، والتوثيق لمصادر قوتهم حين كانوا... حين كانوا ..
لم يعد من يهدف لتكوين الدافعية نحو الاقتداء بهم..
فهم حين كانوا فبعزة دينهم ، غير ناسين رسالتهم ، ولا متراخين عن أدوارهم ، فغدوا منتشرين بما يعلمون ، بعد أن أسقط أوائلهم قياصرة الروم ,والفرس, وقبضوا حفنة التراب إيذانا بالوصول..
وقامت منارة الإسلام أمة لا تخشى في الحق لومة، ولا تنسلخ عن ذاتها ضعفا..
لأنهم بعزة دينهم، وسلامة منهجهم.. وقوة عزائمهم.. صالوا، وجالوا في اتجاهات الأرض..
لا ينامون وعين تبكي، ولا يصمون عن صارخ في فضاء يستنجد..
اليوم المسلمون في كل أمر يختلفون،..
وعند كل اجتماع يتفرقون،..
أغلبهم واهنة نفوسهم، رخوة عزائمهم،
يستسلمون لكل قرعة، وكل نداء ..
ولأن يدا واحدة لا تصفق، حين يكون منهم من يعمل في جادة، نحو الجادة..
فإن الحاجة لاجتماع الأيدي، والعزائم قصوى..
حال المسلمين اليوم محزنة للغاية..
وانشغالهم بكل شيء إلا حقيقتهم يفجع..
والتيارات التي تطوح بهم ليست تأخذهم في اتجاه الجادة..
واليد الواحدة لا تصفق،...
ما لم تجتمع كل أيدي المسلمين على هوى,..
وقلوبهم على غاية..،
وعزائمهم بثقة..
وأعمالهم في منظومة،..
وصفوفهم على وتيرة..،
وأصواتهم على كلمة..
وإلا فما أسعد الذين غابوا في الثرى..، قبل أن يألموا لهذا الحال فوقه..!
عنوان المراسلة: الرياض 11683 **** ص.ب 93855