شهدت المملكة العربية السعودية في العام الماضي نمواً واسعاً في المنصات الرقمية الأمر الذي تولد معه كما جاء في “تقرير الإعلام الاجتماعي العربي للعام 2012 م الصادر عن كلية دبي للإدارة الحكومية” - والذي نشرت عنه “الحياة” في عددها الصادر الجمعة 9-6-1434هـ - ما يلي:
اللغة العربية هي الأسرع نمواً في تاريخ “تويتر”.!!
السعودية في المرتبة الأولى عربياً في التغريد 50 مليون تغريدة شهرياً،، يصدح بها 3 ملايين مستخدم نشط،، يمثلون 38% من المجموع العربي، تليها مصر ثم الكويت ودولة الإمارات العربية المتحدة.
صنفت المملكة العربية السعودية في المرتبة الأولى عالمياً في مشاهدة الـ” يوتيوب”!!.
وفي موقع “سوشيال بريكر” العلمي المتخصص في حقائق عالم شبكات التواصل الاجتماعي اعتبرت قارة آسيا أكثر القارات استخداماً لشبكة الفيس بوك وكانت المملكة العربية السعودية في المرتبة الـ”11”.
ترى ما الحكاية.. وما هو سبب تصدرنا القائمة؟،، هل المسألة مجرد “طفه” وسوف تعود الأمور إلى وضعها الطبيعي عمّا قريب،، كما يذهب إليه معالي الأستاذ الدكتور علي بن إبراهيم النملة معترفاً بأن هذا القول منه مجرد رأي شخصي انطباعي لا يستند إلى رؤية علمية فاحصة، وليس لديه دراسة موسعة ولا معرفة دقيقة جراء عدم متابعته لما يدور في مواقع التواصل الاجتماعي فوقته أغلى وأثمن من أن يكون متابعاً لما يكتب هذا ويرد ذاك.. أم أنه “الفراغ الذي ولد هذا السيل من القيل والقال كما جاءت أكثر التعليقات على الخبر الذي نشرته “الجزيرة” الاثنين الماضي حول هذا الموضوع.. أما السبب في ذلك الانجراف الذي جعل الزيادة 3000% أن هؤلاء التويتريين وجدوا في هذا الفضاء الرحب مساحة من الحرية التي لم يكن لهم أن يتمتعوا بها لولا الله عز وجل ثم هذه البيئة الحاضنة لكل الأصوات وبكل اللغات والأهواء والاتجاهات ومن كل الأعمار والأجناس والجنسيات،، أما أن هناك من يغذي هذا الأصوات المغردة ويدفعها للتواجد المستمر في ساحة شبكات التواصل الاجتماعي،، أم أن الأمر لا يعدو أن يكون إفرازاً للشحن النفسية التي قد تضغط على المرء فتقتله،، ولذا قد يغرد البعض دون أن يأخذ في حسبانه ردود الفعل المتوقعة وليس لديه دراية واعية وإدراك تام بمؤسسات الرصد والتحليل العالمية والعربية المحلية والدولية.. والقارئ في تويتر يجزم بأن الرقابة الذاتية لدى البعض منا مفقودة تماماً، مثله تماماً مثل من يكتب على الجدران أو يفضفض ويقول ما لا يقال إلا في الجلسات الخاصة حيث لا حسابات ولا مراعاة لأحد ودون قراءة لما قد تأول إليه الأمور يوماً ما.
إنني شخصياً أعتقد ألا تناقض بين كل ما قيل فقد يكون الأمر عند البعض لا يعدو أن يكون تقليداً ومحاكاة للغير “طفة”، والآخر تنفيس، والثالث بحثاً عن الحرية، والرابع له رسالة يريد أن يوصلها إلى أكبر قدر ممكن من المتابعين، ولكن المجزوم به في هذا المقام أن الكل مسؤول عن الكلمة التي يكتبها فهو حين يغرد يكتب تاريخه الذي لا يمكن له أن يمسح منه حرفاً واحداً إنه هو رغب ذلك وأراده يوماًُ ما، وصوت تغريداته يحتفظ بها الفضاء الرقمي ويوصلها إلى أقصى نقطة في الكون فلا حدود مكانية أو زمانية في فضاء النت الرحب، ولذلك الواجب ألا يكتب الإنسان اليوم ما قد يعتذر منه غداً وأن يرقب الله أولاً فيما يسطر ويقول وألا يغريه البريق ويخدعه السرب ويفرحه كلمات الترويج وعبارة الترحيب والثناء فإن كل شيء يزول ويبقى ميزان الحساب وحقوق العباد تحتاج إلى وفاء في يوم التغابن الموعود،، دمتم بخير وإلى لقاء والسلام.