حينما يشير البعض نشير إلى أن السلامة المرورية في الطرق والشوارع تعاني من غياب ونقص في الكوادر، فإن الأمر لا يخلو من الحقيقة استناداً إلى ما يرى ويشاهد من ندرة فعلية لرجال المرور في أماكن يتطلب حضورهم، ليقوموا بدورهم من أجل إنجاح مشروع السلامة المرورية، وزيادة جرعات التثقيف، أو العمل الإرشادي والتقييم لبعض الممارسات التي تحدث في المشهد الاجتماعي، أو ما قد يحدث على الطرق، على نحو السعي والمساعدة للحدِّ من السرعة الجنونية بغية الوصول إلى حلول تقلل من مصائب هذه الظاهرة المفجعة.
فالحركة المرورية في الكثير من المناطق تعاني الكثير من الأخطاء والتجاوزات لا سيما حينما ترتفع أرقام الحوادث المرورية الأليمة، إلا أن هذه الجهات المرورية للأسف لا تتعاطى مع الوقائع بشكل حيوي يحدد المتسبب وأولويات البحث عن علاج سريع ومؤثِّر في الشارع، لوقف هذا النزيف اليومي، فلو تواجد رجال المرور بشكل منتظم سيعطي للنظام المروري هيبته.
فما يلاحظ في منطقة ما من إخفاقات مرورية يمكن حدوثه في أي مكان، إلا أنه وقياساً على حجم المصائب والكوارث فإن بعض إدارات المرور لا يرف لها جفن، أو تتحرك في الاتجاه الصحيح للجم طيش وتهور بعض السائقين، بل لا يظهر المتحدث الرسمي للمرور للأسف ولو من قبيل الاستعداد المعنوي بأن ينوه أن هناك مشاكل ما تتسبب في كثرة هذه الحوادث وفواجعها، أو يشرح بطريقة مهنية موقع الخطأ ومن المتسبب في هذه المصائب اليومية؟!
وحينما نذكر غياب الحركة المرورية أو الأمن المروري المطلوب في أي منطقة فإننا نلمس حجم المصائب، وأرقام الوفيات والإصابات وكثرة التعازي فيمن فقدوا في الأيام الماضية وجلها حوادث مرورية تسبب فيها التهور في القيادة، وجهل فرق الصيانة والعمالة غير المدربة قرب الطرق.
نعرف أن هناك فرق صيانة على الطرق والشوارع للأسف تعمل في وقت الذروة وعلى مرأى من المرور على ندرة وجوده، فمن باب أولى أن تكون هذه الفرق المعنية بصيانة الطرق واللوحات وتركيب الإشارات وأعمال النظافة تحتاج إلى عملية مرورية أمنية فنية متكاملة لكي لا تتعرض الأرواح للخطر على نحو ما يحدث بشكل متكرر لعمال الصيانة وفرق النظافة دون أن يكون للمرور دورٌ وقائيٌّ في هذا الأمر.
كما أن الكثير ممن يفجعون بكوارث الطرق يتساءلون: أين الدراسات اللازمة حول المرور والسلامة المرورية؟ تلك التي تنفق عليها بعض الجهات المختصة المبالغ الكثيرة، ولماذا لا يتم تبني بعض الخطط في الشوارع والطرق التي تشهد كوارث مفزعة وحوادث أليمة؟!.
نتيقن أن المرور لا يتحمل كل الأخطاء، لكنه مطالب بأن يكون أكثر حضورًا وأقوى تأثيرًا في جانب الأمن المروري ولا سيما أننا نتابع تصريح الناطق الرسمي للمرور في كل شاردة وواردة، على نحو إطلاق نار في الهواء على راعي أغنام في الخلاء، إذ لا يتورع المرور عن التحدث فيه والخوض في تفاصيله، أما الكوارث التي تتسبب فيها سيارات شركات ومؤسسات الصيانة للجهات الأخرى التي تعمل في الطرق فإن المرور إما غائب، أو عاجز حتى عن أن يصرح..
hrbda2000@hotmail.com