في التعاون عزٌ وقوة، وفي التفرق ذلٌ وخذلان. في بداية عام 1432هـ اجتاحت الفوضى الخلاقة أو ما يسمى بالربيع العربي والمظاهرات والثورات بعض الدول العربية، وأدت إلى تفرقهم وتقويض الأمن والاستقرار في بلادهم، وإثارة الضغائن والأحقاد فيما بينهم لقتل بعضهم بعضاً بالمذاهب والمعتقدات الدينية والسياسية، الصالح منها والضال، لإشغال المسلمين بحروب أهلية مدمرة، لها بداية، وليس لها نهاية لاحتلال بلاد المسلمين وتدميرها، كما حصل في أفغانستان والعراق، بعد أن أصبح العالم قرية صغيرة.
وانتهت الحرب الباردة بين القطبين الشرقي والغربي المتنافسين فيما بينهما منذ انتصارهما في الحرب العالمية الثانية عام 1945م، التي قضت على ملايين البشر بأسلحة الدمار الشامل النووية والجرثومية؛ فأصبح كل من القطبين يخشى تدميره من قبل القطب الآخر أثناء الحرب الباردة بينهما؛ ما أدى إلى استقلال دول العالم الثالث المستعمر الضعيف، بما في ذلك الدول الإسلامية العربية والأعجمية الغنية بمواردها الاقتصادية ومواقعها الإستراتيجية. وفي عام 1989 سقط القطب الشرقي، وانتصر القطب الغربي الذي تهيمن عليه الصهيونية العالمية التي تتحكم في أسلحة الدمار الشامل النووية والجرثومية، وبالمال والإعلام في دول العالم كافة، وتم اختراق صفوف المسلمين بالخونة والعملاء، واستغلال وجود الخميني المنافق الرافضي الصفوي في فرنسا عام 1979م بعد طرده من العراق من قِبل صدام حسين بعد توقيعه معاهدة الصلح مع شاه إيران في الجزائر، فتعاونوا مع الخميني الذي سيخدم أهدافهم ومخططاتهم أكثر من شاه إيران في إضعاف الإسلام وتفريق المسلمين باسم الإسلام خدمة لأعداء الله ورسوله صهاينة العصر من اليهود والنصارى، بعد تأكدهم أن الرافضة الصفوية في إيران منافقون في إسلامهم، يسعون إلى إعادة دولة فارس المجوسية الصفوية باسم الإسلام. وقد قال أبطي أحد زعماء إيران عند احتلال أفغانستان والعراق: لولا إيران لما تم احتلال أفغانستان والعراق. وأعتقد أن وطننا الغالي في هذا العصر أصبح بأمسّ الحاجة لمراكز ثقافية دعوية توعوية في الفترة المسائية للأجيال الجديدة من بنين وبنات في مدارس وزارة التربية والتعليم لتشجيع المواهب لديهم، وللترفيه البريء بدلاً من مقاهي الإنترنت المنتشرة في بلادنا دون ضوابط، وقد تُستغل من قِبل الأعداء ضد بلادنا الغالية لنشر الفساد والإجرام وترويج المخدرات.
وجهة نظر لمواطن تجاوز السبعين سنة، يرجو رحمة ربه، ويخشى عذابه.