قال الدكتور محمد بن جابر اليماني رئيس مجلس إدارة الجمعية الخيرية لمكافحة التدخين (نقاء) لا شك أن إعداد الخطط والإستراتيجيات وتطبيقها مظهر حضاري، ومن المؤكد أن ما يتحقق من خلال الخطط والإستراتيجيات أكثر بكثير مما يمكن تحقيقه بدونها، مشيراً إلى أن المملكة تسعى منذ زمن ليس بالقليل لالتزام سياسة صارمة وقوية تجاه التبغ.
وأضاف قائلاً كلنا أمل أن تجد الإستراتيجية الشاملة لمكافحة التدخين بمنطقة الرياض طريقها للتطبيق، والمؤلم أن هناك العديد من القوانين والأنظمة الجميلة التي أصدرت، ولكنها لم تنل نصيبها من التطبيق لأسباب كثيرة، لعل من أهمها عدم وجود جهة تناط بها تطبيق الخطة، وعدم وجود جهة تتابع هذه الإستراتيجية وكذلك وجود عدد من المعوقات غير المفهومة، ومنها التردد الواضح من قبل وزارة المالية في تطبيق بعض القرارات مثل رفع أسعار السجائر، وقلة متابعة القرارات واللوائح، بل التساهل في تطبيق الأوامر السامية المتعلقة بالتبغ ولا شك أن هذه وأسباب أخرى، تقلل من التفاؤل في تطبيق الإستراتيجية، وأكد الدكتور اليماني رغم أن عدم وضوح الجدية في تطبيقيها له آثار سلبية واسعة النطاق، ويمكن إجمالها فيما يلي على المستوى المحلي، نجاح شركات التبغ في الالتفاف على هذه الأنظمة والقرارات اللينة، أو الرخوة، والتي لاتجد طريقها للتطبيق، وتسمح لها بتسويق شرس للتبغ، ويساعد الشركات، إضافة إلى قوانين تظل حبيسة الأدراج، أو لاتجد طريقها للتطبيق، أقول إضافة إلى ذلك رخص أسعار التبغ ومنتجاته، وهذا يفرح شركات التبغ ويجعل السوق السعودية سوقا رائعة مميزة، وهو مالاتجده الشركات في أسواق كثيرة وعلى المستوى الإقليمي، تقف المملكة في موقف أقل من دول مجاورة كثيرة، لأنها سنت تشريعات وقوانين، تحد من التبغ، وطبقتها بصرامة تدعو للإعجاب، وتابع قائلا أما على المستوى العالمي والدولي، نجد أن هذا اللين في تطبيق الأنظمة واللوائح، والتأخر في اتخاذ إجراءات واضحة، وقوية، وصارمة للحد من التبغ، يحرج المملكة ولاسيما بعد توقيع المملكة الاتفاقية الإطارية ومصادقة مجلس الوزراء عليها.
ومضى رئيس مجلس إدارة نقاء قائلا: إن المملكة كانت من أوائل الدول التي منعت الإعلان عن منتجات التبغ، ولم يسمح بتسويق منتجات التبغ رسميا إلا في الستينيات من القرن الماضي، لكننا اليوم نجد أننا تأخرنا بشكل لا يجعلنا نحس بالفخر، في إصدار الأنظمة واللوائح التي تنظم عمل شركات التبغ، وتحد من نفوذها، وتوقف انتشار الظاهرة نتيجة للعوامل التي أوردناها آنفا. واختتم قائلا: إن المملكة تطبق قوانين صارمة فيما يتعلق بالمخدرات، وتطبق قوانين تحد من وصول الأوبئة للمملكة، لكننا لا نجد أن تلك الخطوات يوازيها فيما يتعلق بالتبغ ويتساءل العقلاء والمهتمون وبشكل ملح ومتكرر، ترى ما الذي يجعل المملكة التي استطاعت أن تنجز الكثير حيال المخدرات وتهريب الأسلحة والمواد الضارة، ولكنها لاتقف نفس الوقفة الجادة التي نعهدها من حكومة خادم الحرمين الشريفين تجاه التبغ ومنتجاته نحن نريد أن نتكاتف حكومة وشعبا وجمعيات نفع عام، الجمعيات الخيرية وغير الحكومية، لنوقف الزحف الخطر للتبغ، رأفة بأبنائنا، وتوفيرا لهدر مالي وصحي واجتماعي من الأولى أن يتوجه لبناء الفرد والمجتمع والدولة.