|
الجزيرة - عبدالله اباالجيش:
افتتح في العاصمة العمانية مسقط اللِّقاء العاشر للمحامين والمحكمين لدول مجلس التعاون الخليجي تحت شعار (نحو دعم وسيادة القانون) تحت تشريف سمو الأمير الدكتور بندر بن سلمان بن محمد آل سعود مستشار خادم الحرمين الشريفين ورئيس فريق التحكيم السعودي والرئيس الفخري لمركز التحكيم التجاري لدول مجلس التعاون. وبرعاية وزير العدل العماني معالي الشيخ عبدالملك بن عبد الله الخليلي.
وفي بداية اللِّقاء ألقى سموه كلمته التالية:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصَّلاة والسَّلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبيَّنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
معالي وزير العدل الشيخ عبدالملك الخليلي
أصحاب الفضيلة والمعالي والسعادة
أيها الحفل الكريم.. السَّلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
إنه لشرف أن أكون بينكم اليوم وفي هذا الحفل المبارك.
إن لقاء المحامين والمحكمين في دول الخليج العربي ينبثق من أواصر المَحَبَّة والإخاء والترابط بين هذه الدول التي يجمعها الدين واللُّغة والمصاهرة والعادات والتقاليد والمصير المشترك إن شاء الله، لقد تعلَّمنا من قادة دولنا الخليجيَّة أن نكون يدًا واحدة وبها تكون لنا العزَّة والأنفة والسؤدد والريادة في شتَّى الميادين.
لقد منَّ الله علينا بالأمن والاستقرار وازدهار الاقتصاد في دولنا الخليجيَّة وذلك نتيجة لتمسُّكها بعقيدتها وتلاحم شعوبها مع قادتها وتميُّزها بأنظمتها الإسلامية العادلة وسيادة القانون.
أيها الزملاء المحكمون والمحامون
إن على عاتقكم دورًا كبيرًا ومهمًا في قول كلمة الحق والحكم به وإعطاء الاستشارات الصحيحة والدفاع عن كل ذي حق وتسخير قدراتكم لخدمة دينكم ثم وطنكم ومن لجأ إليكم بعد الله يطلب النُّصرة ومساعدته على اقتضاء حقَّه من خلالكم.
إن التحكيم رافدٌ من روافد القضاء وليس منافسًا له، بل سندٌ له يعطي الأطراف حرية في اختيار المحكمين ومراكز التحكيم والقانون الواجب التطبيق ويتمتع التحكيم بالسرية والسُّرعة ولذلك أقرته دول العالم كافة، كل حسب نظامه وثقافته.
أيها الحفل الكريم..
إن سيادة القانون الذي لا يتعارض مع الشريعة الإسلامية هو سرُّ النجاح الذي تتطلَّع له الأمم والشُّعوب وبقاؤها واستقرارها وازدهارها، أن أعظم الحضارات في العالم وصلت إلى ما وصلت إليه بسيادة القانون، إِذْ بدونه تعمّ الفوضى ولغة القُوَّة وشتات المجتمعات والصراعات.
إن النظام الإسلامي أثبت للعالم بأسره قدرته على التَّعامل مع الأنظمة العالميَّة والقانون الدَّوْلي والتطوُّرات الحديثة والتعاملات التَّقْليدية بل والإلكترونية وحفظ حقوق الإنسان بل والحيوان والبيئة في وقت السلم والحرب والحياد.
أيها الحفل الكريم... إنه من خلال الدِّراسات كانت المفاجأة كبيرة على فقهاء القانون وشراحه، فقد ثبت أن النظام في الشريعة الإسلامية يتشابه مع القوانين الأخرى بما يزيد على (90 في المئة) ولكن تركيز وسائل الإعلام على الاختلافات أعطت انطباعًا للآخرين بأن الفارق كبيرٌ وبالتالي يجب على الجميع الدفاع عن أنظمتنا وقوانينيا باعتبار أنَّها أفضل من الأنظمة الأخرى لما تتميز به من مرونة قادرة على التكيّف على اختلاف الأماكن والعصور، هذا هو شرع الله الذي أنعم علينا به وجعله لِلنَّاس كافة في العالم أجمع.
أيها الحفل الكريم.. إن ما توليه حكومة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين والنائب الثاني من دعم لجميع القطاعات ومنها التحكيم والمحاماة ومرفق القضاء لهو جدير بالشكر والعرفان وكذلك قادة دول مجلس التعاون الخليجي، الذين يسعون لازدهار أوطانهم. وإني في هذا المقام أتوجه بالشكر والتقدير لحكومة سلطنة عمان وعلى رأسها جلالة السلطان قابوس بن سعيد، على حسن الاستقبال وكرم الضيافة وحسن الوفادة.
كما أشكر معالي الشيخ عبدالملك الخليلي وزير العدل لرعايته هذا اللِّقاء وحضوره وجمعية المحامين والغرفة التجاريَّة في عمان، كما لا يفوتني أن أتقدم بالشكر للأخ أحمد نجم الأمين العام لمركز التحكيم الخليجي، الذي يسعى إلى جمع كلمة الخليجيين في مجال التحكيم والمحاماة وأعضاء المركز والعاملين فيه. أتمنَّى لكم لقاءً موفّقًا وناجحًا ومباركًا وأن نستفيد من تجارب بعضكم البعْض خلال هذه الندوة.