|
طبعت عمادة البحث العلمي بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية كتاب (تفسير أبنية سيبويه) لأبي العباس ثعلب، جمع ودراسة وتحقيق للدكتور عبد الله بن ثاني، عميد الموهبة والإبداع والتميز البحثي أستاذ النحو والصرف وفقه اللغة المساعد في كلية اللغة العربية.
ومما يدل على أهمية هذا الإصدار أن الأبنية في العربية مركب صعب، لم يسلم من الأغاليط فيه علماء العربية وشيوخها الكبار، وهي في كتاب سيبويه تدل على عبقريته - رحمه الله. قال أبو إسحاق إبراهيم بن السري الزجاج: «إذا تأملت الأمثلة من كتاب سيبويه تبينت أنه أعلم الناس باللغة». وأولاها العلماء عنايتهم بشرحها، وشرح غريبها، وعوَّلوا عليها في علم الأبنية، وأكثروا النقل عنها، وأفردها بعضهم بالتأليف، وشرحها آخرون في مدارج كتبهم.
ومن الذين خصوها بالتأليف أبو العباس أحمد بن يحيى ثعلب في (تفسير أبنية كتاب سيبويه)، وهو من أهم كتب الأبنية؛ لأن مؤلفه إمام الكوفيين في النحو واللغة.
وحرص الباحث على جمع ما تفرق منه في بطون المصادر ومدارج الكتب حتى وقف على جله، وقسمه قسمين، تحدث في القسم الأول عن ثعلب وكتابه، ووقف على أهم ملامحه التي يمكن أن نتلمسها من خلال حديثه عن الأبنية، مؤكداً أن الحكم على غائب قد يعتريه النقص، فلا تستبين حقيقته.
أما القسم الآخر فأثبت فيه هذه الأبنية، ورتبتها متبعاً الطريقة الألفبائية الهجائية، ثم أثبت النص الذي نقل عن ثعلب التفسير، وأشار إلى من وافقه في النقل إن وجد، ثم عرضها على نص سيبويه، مفصلاً القول في وزنها والخلاف في رسمها وضبطها ومعانيها إن وجد، ثم أشار إلى خلاف النسخ فيها إن وجد.
وختم الكتاب بفهارس وثبت للمصادر والمراجع، تعين الباحثين، وتساعدهم في البحث المفصل.