الغيرة صفة غريزية تزيد وتنقص في الإنسان كبقية الصفات الغريزية التي يولد بها.. والغيرة الزوجية محمودة طالما بقيت في حيز الاعتدال.. فهي تعني الحب كما تعني حب التملك وانعدامها يعني اللامبالاة وعدم الاكتراث.. أما الغيرة غير المحمودة فهي الغيرة المرَضِيَّة والتي يكون فيها الزوج أو الزوجة في حالة شك دائم وفقدان عميق للثقة يجعل أي منهما في حالة ترقب وتوتر.. ويفسرون كل حركة أو كلمة أو نية تفسيراً سيئاً شكاكاً له معانٍ غير ما قُصِدت.. فهذه الغيرة مذمومة تهدد الصحة العقلية للزوجين بقدر ما تهدد الحياة الزوجية.
* الغيرة المفرطة هي سمة من سمات الشخصية المرتابة.. يعيش أصحابها دائماً تحت وطأة أنهم مكذوب عليهم من الطرف الآخر وهم غافلون.. وبالتالي ينظرون إلى أي تصرف يصدر منه على أنه إهانة شخصية موجهة لهم عمداً.. لذلك يتصفون بالجدية والعناد الزائد والنفور من المزاح والمداعبات.
* الغيرة المفرطة دليل على فقدان الثقة وعدم الأمان النفسي.. فالمصابون بها شديدو الحساسية تجاه الانتقاد والتوجيه.. ويصعب عليهم خلق علاقات صداقة قريبة أو حميمة مع أحد.. كما يمارسون الإسقاط النفسي على الآخرين من أخطاء أو شكوك أو قراءة خاطئة للنوايا.. كما يرفضون الاعتراف بتقصيرهم في أي شيء ويحيلون أسبابه على الآخرين.
* أخيراً: كيف يمكن التعامل مع الغيرة المفرطة إذا وجدت في أي من الزوجين؟.. الجواب هو: المصارحة والوضوح الكامل الشفاف المريح بين الطرفين.. وتجنب كل ما قد يثير الغيرة أو الريبة ولو كانت من باب المداعبة.. والتعامل مع تلك الحالة على أنها حالة مَرَضِيَّة يجب الصبر عليها وعدم النزوع للغضب منها على أساس أنها تمس بالكرامة.. فالغيرة المفرطة حالة عصبية لا يسيطر معها الفرد على نفسه.. بل إن بعض المصابين بها يفقد وعيه من شدة غضبه بسبب الغيرة فما يدري ماذا يعمل حتى يفيق.. حينها يعلم أنه بسبب مشكلته العصبية تلك قد حطم العلاقة وقطع حبال الاتصال وقال أو فعل أمراً سوف يندم عليه طيلة عمره.
* إما أن يقتل الحب الغيرة.. أو أن تقتل الغيرة الحب.