بدءاً من الشهر القادم (مايو) سوف تعتمد سلطنة عمان يومَيْ الجمعة والسبت بدلاً من يومي الخميس والجمعة لعطلتها الأسبوعية، وبذلك تنضم سلطنة عُمان إلى دول مجلس التعاون الخليجي: قطر والبحرين والامارات والكويت، وتبقى المملكة هي الدولة الوحيدة بين دول مجلس التعاون التي تعتمد أياماً مختلفة عن بقية دول المجلس لعطلتها الأسبوعية.
من المؤكد أن المملكة سوف «تلحق» بالركب إنْ عاجلاً أو آجلاً، وسوف تعتمد يومي الجمعة والسبت موعداً لعطلتها، لكننا كالعادة نُقَلِّب الأمور ونتردد ثم نمضي على درب الآخرين ونصل متأخرين رافعين شعار «في التأني السلامة وفي العجلة الندامة»!
موضوع العطلة الأسبوعية، كما يعرف الجميع، قُتِلَ بحثاً، لكنَّ هناك مَنْ لايزال يبحث ويناقش ولا يقتنع إلاَّ برأيه إلى أن يجرفه التيار ثم يجد أن أحداً لا يأبه برأيه ولا يستمع إليه. تاريخ البلد مليء بالأمثلة، ومنها - مثلاً - التوقيت الغروبي والتوقيت الزوالي؛ وغير ذلك، وعندما يصبح التغيير حقيقة واقعة ويقع الفأس في الرأس، يأتون متأخرين ليلحقوا بالركب بعد أن تكون القافلة قد سارت وتركتهم!
لا يحتاج المرء أن يكون تاجراً أو اقتصادياً أو متابعاً لبورصات العالم وللتجارة الدولية والمصارف العالمية لكي يعرف أننا في واد وبقية العالم في واد آخر. ولو أننا نعيش وحدنا في هذا العالم لما اهتممنا بأن نكون في واد ويكون العالم كله في واد آخر، لكننا - في الواقع - جزء مهم من العالم. نحن نبيع ونشتري ونتاجر مع دول العالم ونتبادل المنافع ونرسل الحوالات البنكية ونستثمر في بورصات العالم. وواقع الحال أن عطلتنا الأسبوعية - كما هي الآن - أصبحت قيداً شديداً على تعاملاتنا لأننا نُعَطِّل يومي الخميس والجمعة ثم تعطل دول العالم يومي السبت والأحد، فماذا يبقى من الأسبوع!!؟؟
هناك من يُبَسِّط الأمور ويتحدث باستخفاف شديد عن وطأة الخسائر التي يتكبدها الاقتصاد الوطني بسبب تمسكنا بالمواعيد الحالية للعطلة الأسبوعية ويقلل من شأن هذه الخسائر وهو لا يعلم كم هي فادحة! ما الذي يمنع أن تكون العطلة الأسبوعية يومي الجمعة والسبت!؟ هل هناك قداسة ليوم الخميس كي نتخذه عطلة رغم الخسائر الفادحة التي نتكبدها بسبب ذلك؟
أما من الناحية الاجتماعية فما أجمل أن يبدأ الناس عطلتهم الأسبوعية يوم الجمعة ويؤدون صلاة الجمعة بنفوس مشرقة متفائلة وبروحانية عالية ثم يستمتعون ببقية أوقات إجازتهم الأسبوعية! بل إن ذلك سيزيل مسحة الكآبة التي يعاني منها الكثير من الموظفين والتلاميذ مساء الجمعة وهم يودعون الساعات الأخيرة من العطلة الأسبوعية ويعودون إلى ضغوط العمل والدراسة.
أتمنى أن يُعاد النظر في موعد العطلة الأسبوعية، فقد تأخرنا بما فيه الكفاية!
alhumaidak@gmail.comص.ب 105727 - رمز بريدي 11656 - الرياض