مثلما أن الأخطاء لا تعني بالضرورة وجود الفساد أو العناد.. إنما الجهل ونقص المعلومات يقحم المسير في طريق غائم لا يستطيع النور أن يوضح معالمه.. كذلك خيبة الأمل عندما تهبط بثقلها على نتيجة ما.. فابحث عن الضبابية لا الكذب.. فعندما لا تكون واضحاً ومحدداً فيما تطلبه.. لا تلوم الآخرين إذا نفذوا الأمر خلاف ما هو مطلوب منهم.
لست أنفي وجود الفساد.. إنما الكم الكبير من الأخطاء في مكان واحد رغم الجهود المبذولة قد يعني أن الأنظمة غير فاعلة.. ولا بد ليد التغيير أن تطولها.. فما معنى أن تبقى لوائح وأنظمة على مدى سنين عديدة دون مراجعة.. كأنما لها قدسية غامضة.. رغم أن واقع الحال يصرخ بكل قوته أن هاهنا أمور تعرقلنا.. ومخرجات تثبت فشل النظام في استيعاب حاجات الحاضر والمستقبل.
السؤال الجريء كفيل بنسف خرافات عاش عليها البشر ردحاً من الزمن لأن واحداً منهم لم يستطع أن يقول لماذا هذا بالذات.. وليس ذاك؟ وما المانع أن نجرب شيئاً آخر.. مما نخاف بالضبط؟
حتى في حياة الفرد الواحد.. ماذا يعني أن تعيش على ذات الوتيرة وتستكين لأمور لا تخدم ولو جزءاً بسيطاً من احتياجاتك؟ من أجل ماذا؟ وحياة من تعيشها أنت؟ حياة اخترتها بنفسك.. أم فرضت عليك وتعتقد مع العادة أن لا حياة غيرها.
هل أنت مرتاح حقاً؟.. هل تفعل ما تريده أنت؟
هل تتخلَّى عن شيء وأنت تريده من أجل أحد ما؟ كل تلك الأسئلة مُرهقة لأنها تضعك وجهاً لوجه مع معنى حياتك وكيف أصبحت حياتهم؟
إن كانوا سيتركونك وحدك في الموت.. فالحياة أولى أن تعيشها بنفسك.. وبما تريده أنت.. ولو لم يبق منها إلا يوم واحد.. ولعلي أسألك السؤال الذي تكرر حتى مللناه: لو قدِّر لك أن تعيش يوماً واحداً فقط ما أنت فاعل.. وسأضيف عليه من ستختار معك.. وما الشيء الذي كنت طيلة عمرك تحلم به سراً وتؤجله.. أكنت تداري أحداً أو تخاف منه وأنت ستموت غداً؟
افعلها إذاً ولا تنتظر من الموت أن يمنحك الشجاعة؟
amal.f33@hotmail.com