الغبار لا يمر صامتا..
من يسمعه..؟
يرتب أبجدياته تماماً..
يشكل كلامه كما لو أنه سيلقيه خطابا في محفل كبير..
سيقول للعصافير أن تقتفي طريق العش القريب..
وللحيتان أن تتراجع عن أعشاش الطيور..
وللأشجار أن تترك للشمس أن تدفئ الأرصفة..
وللإنسان أن يرحم الماء....
سيضع من ثم أسئلته قبل أن يغادر..,
سينتظر الإجابات حتى موعد قادم..
إما أن تكون حافزة لعودته دون أن يؤجلها..
وإما أن يرسل طفيفا من كلامه, وقليلا من إجاباته لمن لم يقرأ بدقة..
الغبار لا يمر دون أن يبصم في كل سطح علامته..
ودون أن يترك في كل زاوية شيئا منه..
الغبار يستدرج المخيلات..,
يرتب للتفكير..
يوقظ غفلة الشواطئ.., وهامات التلال..
صار صوته صاخبا كما الإنسان..
وحضوره باذخا كما الحقيقة....
الغبار..,
حين يغادر..
لا ينسى الأماكن.. ولا يجهل الثقوب..
لأنه سيعود..!
الإنسان وحده الذي ينسى..!
عنوان المراسلة: الرياض 11683 **** ص.ب 93855