من الظلم أن يتحمل الرجل كل هذا الكم الهائل من (الدراسات) التي تُجرى عليه، وتدرس شخصيته وتحللها إلى جزيئات صغيرة قد تصل إلى حد (النانو) في بعض الأحيان!
أشعر في كل مرة أن هناك أيدي خفية تحاول تشويه صورة (الرجل)! وللأسف نحن في العالم العربي نطير بهذه الدراسات إلى (عنان السماء)، فتجد الفضائيات تناقش، وتحلل، ومما يزيد الشكوك؟! أن معظم هذه الدراسات لا تُعلن أو تطرح إلا في برامج الأسرة الصباحية، حيث يكون معظم (المُذيعين) نساء، وأغلب (المشاهدين) كذلك نساء، ومن هنا بدأ (الفأر) يلعب في عبي كما يقول (أهل مصر)!
وبالمناسبة عندما كنت أقدم (برنامجاً صباحياً)، دائماً ما أقع في (خناق وخصام) مع المُعدات، لأنني لا أسمح بمرور مثل هذه الدراسات أمامي، وكنت بالمرصاد لأي دراسة تنتقد الرجل أو تقلل من هيبته أو تصفه بأوصاف غير منطقية، حتى لو كانت صادرة من أعلى الجامعات أو مراكز البحث العالمية!
ولكن للأسف في الفترة الأخيرة طرأت تغيرات (جمّة) على الشاشة العربية، ومن هنا قررت أن أدرس حالتي الشخصية، والتغيرات التي بدأت (تطرأ) على حياتي الزوجية بسبب هذه الدراسات؟!
تسللت للمنزل عائداً من المكتب في زيارة (صباحية مفاجئة)، وهنا أنصح الأزواج للقيام بمثل هذه (الزيارات التفقدية) ففوائدها عظيمة، خصوصاً مع (هدوء الصباح) وانشغال الأطفال بالمدارس، حيث يمكن مناقشة أي مشاكل عائلية بعيداً عن التأثير عليهم!
بالفعل كانت (المدام)- نفع الله بها-، منشغلة بمتابعة تحليل (دراسة حديثة) عبر أحد البرامج الصباحية تقول: إن الرجال يكذبون ما بين 3 إلى 5 مرات في اليوم، وأن أشهر كذبة للرجل قولة: فعلت المطلوب وهو لم يفعله!
المُصيبة أنها التفتت صوبي وبيدها (لستة طلبات) متأخرة قائلة: (أكيد راجع بدري، عشان تودينا السوق زي ما وعدتنا)؟! وفجأة صرخ (الأطفال) الغائبون عن المدرسة: صح (يا بابا) أنت وعدتنا؟!
عندها تذكرت أنني نسيت المفتاح في السيارة! ومنذ يومين، أعود متأخراً بعد نوم جميع الأطراف المعنية، وأصحو باكراً!
بعض الدراسات، والبرامج الصباحية.. محرجة جداً!
وعلى دروب الخير نلتقي.
fahd.jleid@mbc.netfj.sa@hotmail.com