أحسنت إدارة أحد المطاعم بالرياض صنعا حينما منحت الجائعين من الفقراء والبائسين فرصة تناول ثلاث وجبات في اليوم مجانا لمن لا يستطيع دفع ثمنها. حيث وضعت يافطة على المحل تحمل هذه العبارة (ضيفنا الكريم إذا كنت جائعا ومحتاجا لوجبة ولا تملك قيمتها فلدينا وجبات مجانية للمحتاجين طوال العام فطوراً وغداء وعشاء، وما عليك سوى الضغط على الزر والانتظار في الخارج وسوف تصلك وجبتك سفري، وأنت ضيف كريم على مطعم السرايا التركي، ولا تنسانا من دعائك).
وهذه المبادرة الكريمة من لدن مالك هذا المطعم الكريم شاركه فيها مخبز (نعمة بجدة) الذي دعا إلى أخذ الخبز مجانا لمن لا يستطيع دفع ثمنه.
وحينما يقوم هذا المطعم وذاك المخبز بهذه الخطوة الإنسانية النابعة من الشعور بالمسؤولية الاجتماعية تجاه هذا البلد وفقرائه؛ فإنهما يؤصلان مبدأ التكافل الإسلامي الذي أرشدنا له ديننا الحنيف، ويعيدان للأذهان السيرة العطرة لرسول الهدى صلى الله عليه وسلم وعنايته بالفقراء وتلمس أحوالهم بل ومشاركتهم الوجبة من الطعام.
وإني لأرجو ألا يستغل هذا العرض المغري من لدن ضعاف النفوس أو العمالة السائبة ممن تعمل لحسابها ودون متابعة من كفيل!! لأن ذلك من شأنه تقويض العمل الخيري وبالتالي انتفاء أهدافه ومن ثم التراجع عنه، ولو كتبت العبارة بعدة لغات لكان أشمل.
كما أرجو أن تكون هذه السُنّة الحسنة نبراسا للجميع؛ ابتداء من البنوك والمصارف التي لم تساهم قط في المسؤولية الاجتماعية تجاه مواطني هذا البلد الذي مازال يسهل لها عملها ويمنحها صلاحيات واسعة ونوافذ تسويقية رحبة! ويحسن بالبنوك تضافر جهودها لإنشاء بنك خاص بإقراض الفقراء قروضا ميسرة وبدون فوائد شبيها ببنك (جرامين) في بنغلاديش بهدف إقراض الفقراء بنظام القروض متناهية الصغر التي تساعدهم على القيام بأعمال بسيطة تدر عليهم دخلا معقولا، فضلا عن إيجاد فرص وظيفية لهم. ولو قامت البنوك بدورها الوطني والإنساني لما بقي لدينا فقير أصلا حيث إن القروض والائتمان هو حق أساسي من حقوق الإنسان المحتاج.
كما أتمنى من المستشفيات الخاصة الكبرى والمستوصفات الأهلية وحتى العيادات تلمس أوجاع الناس وآلامهم وأمراضهم وعلاج من لا يستطيع دفع قيمة العلاج مجانا وفق معايير واقعية بدلا من نشر معاناتهم في الصحف طلبا لمساعدة الخيرين من هذا البلد العظيم.
إن مبدأ التكافل الاجتماعي الإسلامي لابد أن يشمل العقيدة والعبادة والشريعة والنظام والخلق والسلوك، كما يعني التزام القادر تجاه العاجز من أفراد المجتمع، كما ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم (ليس المؤمن بالذي يشبع وجاره جائع إلى جنبه).
وهنيئا لبلد لا يجوع فيه فقير!
rogaia143@hotmail.comTwitter @rogaia_hwoiriny