عند تدشين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لدورة مجلس الشورى السادسة على ما أعتقد قبل أيام كان سيدي يحتضن نخبة من الكفاءات الوطنية، تم اختيارهم لخدمة الوطن من خلال تقديم مشورتهم لكل ما يهم الوطن ويساعد على تحقيق التنمية وكان خادم الحرمين خلال الحفل المختصر والبعيد عن البهرجة قد أكد ثقته في هؤلاء الكفاءات التي تمثل الطيف السعودي من خبراء ومثقفين وإداريين وإعلاميين رجالاً ونساءً لكي يعملوا بجد وإخلاص ولا يعتبرون ذلك تشريفاً، بل هو تكليف من ولي الأمر لخدمة الوطن، وهذه رسالة من الملك الناصح الذي يقود حركة التطوير في شتّى المجالات بأن هذه المرحلة مرحلة عمل وإبداع لتطوير الوطن وليس فترة للكراسي الوثيرة بدون إنتاج يفيد الوطن.
إنها لحظات خالدة في تاريخ بلادنا وفترة بناء مستمرة يقودها الملك الإنسان الذي قطع على نفسه خدمة الوطن وأهله ليعيشوا حياة كريمة ويحتلوا أعلى المراكز بين البلدان. نعم يتم هذا الاهتمام من ملك مخلص يحب شعبه ويحبونه، وغيره يقذف شعبه بالبراميل المتفجرة وبالطائرات والصواريخ ليقوض وطنه ويقتل شعبه من نساء وأطفال وشيوخ.. نعم هذا هو الفرق عندما قال الملك عبدالله معتذراً عن مصافحة كل فرد من أعضاء مجلس الشورى لعدم استطاعته، ولو كان برغبته لاحتضنهم لأنهم غالين على الوطن وعليه. فقابله الجميع بالتصفيق شكراً على هذا الحنان الأبوي المتدفق من ملك صالح يحب وطنه وشعبه بينما هناك غيره يحتضن وطنه وشعبه بالطائرات والقذائف والإخراج من الوطن ليعيشوا في خوف وغربة.
وطننا هو وطن الفخار، ففيه المقدسات وفيه الإسلام، والشريعة دستوره وفيه ولاة الأمر هم بناة الشرع وحراسه، تصميمهم عهد ينطلق من الشرع وينتهي بحب الوطن وأهله ولذلك لن يفرطوا في قيمته ودينه ولن يكون أغلى من المواطن والإنسان لديهم أحد. فهم حماة الدين والوطن وبكفاءة عالية. لله درك ملك يحتمل الصعاب لراحة شعبه ولله درك ولي عهد أفنى أكثر من ثلثي عمره لخدمة الوطن وأهله ولذلك نحن نلقب ملوكنا وأمراءنا بآبائنا، ونحن الأبناء لأنهم يمارسون دور رعايتنا وتحقيق طموحاتنا.. إنهم يستحقون أكثر ويستحقون الفداء بأرواحنا وماء عيوننا.
شقراء