|
الجزيرة - الرياض:
يهدف المركز السعودي لتأهيل وتدريب الكفيفات بالأردن إلى إزالة الأمية لدى الكفيفات، وتمكينهن من قراءة القرآن الكريم وتعلُّم أساسيات الدين الإسلامي، وتدريبهن وتعليمهن أصول الكتابة والقراءة بطريقة برايل ومبادئ الحساب باستخدام الأدوات الخاصة، إضافة إلى تأهيلهن نفسياً واجتماعياً بأساليب التوجيه الفردي والجماعي.
كما يهدف كذلك إلى تنمية مهاراتهن الاجتماعية والذهنية بما يساهم في التكيف والاندماج في المجتمع وتحمُّل المسؤولية والاستقلالية، وتدريبهن على المهن التي تتلاءم مع طبيعة كف البصر ويمكن أن تكون مجالاً لتشغيلهن وتمكينهن من الإسهام في خدمة مجتمعهن بطريقة عملية، مثل العمل على المقاسم الآلية والحاسوب والحياكة والتدليك والتصنيع الغذائي.
كذلك يزودهن المركز بقدر من المعلومات والمهارات عن التدبير المنزلي والعناية بالطفل والأسرة، وتوفير وسائل النمو الثقافي العام لهن وتشجيع من لديهن القدرة والرغبة في إكمال دراستهن مع تهيئة سبل ذلك.
يُذكر أن المركز السعودي لتأهيل وتدريب الكفيفات بالأردن أُنشئ في العاصمة عمان عام 1974م بقرار من المؤتمر العام للجنة الشرق الأوسط لشؤون المكفوفين في الرياض، تحت اسم المركز الإقليمي لتأهيل وتدريب الكفيفات في الأردن.
ورغبة من الطرفين السعودي والأردني في الاستمرار بتقديم أفضل الخدمات للفتيات الكفيفات تم توقيع مذكرة تفاهم بين وزير التربية والتعليم بالمملكة العربية السعودية ووزير التنمية الاجتماعية بالمملكة الأردنية الهاشمية بهذا الشأن في 1-1-1997م، حيث تقضي المذكرة بأن تتحمل وزارة التربية والتعليم السعودية ميزانية المركز كاملة والإشراف الإداري والفني، وتلتزم وزارة التنمية الاجتماعية الأردنية بالتعاون في تقديم كافة التسهيلات اللازمة لعمل المركز، وتسمية المركز بالمركز السعودي لتأهيل وتدريب الكفيفات بالأردن، ومنذ 1-1-2009 تقوم كلٌ من الحكومة الأردنية ممثلة بوزارة التنمية الاجتماعية والحكومة السعودية ممثلة بوزارة التربية والتعليم بالاشتراك بتحمُّل التكاليف التشغيلية للمركز.
وقد باشر المركز نشاطاته منذ بداية العام الدراسي 2009-2010 في مقره الجديد الذي تكرّم صاحب السمو الملكي الأمير نواف بن فيصل - حفظه الله - بتحمُّل تكاليف إنشائه وتأثيثه على قطعة الأرض التي خصصتها أمانة عمان.
ويستقبل المركز الفتيات الكفيفات من الدول العربية واللاتي تنطبق عليهن شروط القبول في الدورات التي يقيمها، حيث استقبل طالبات من سوريا، السودان، فلسطين، اليمن، لبنان، العراق، مصر، بالإضافة إلى دول الخليج العربي.
ويقوم المركز بإجراء زيارات ميدانية لأصحاب العمل وتقديم طلبات التوظيف لخريجات المركز لديوان الخدمة المدنية ضمن محاولاته لتوفير فرص عمل للمتدربات بعد إنهاء دراستهن في المركز. كذلك يُوفر المركز التعليم والملبس والمسكن والمأكل والرعاية الصحية والمواصلات من وإلى المركز داخل محافظة عمان مجاناً لجميع الملتحقات بالإضافة إلى منح كل متدربة مكافأة نقدية شهرية.. كما يتيح المناهج للطالبات في الدورات المنعقدة بالمركز حسب حالة كل طالبة، إما مطبوعة بطريقة برايل للكفيفات أو مطبوعة مكبرة لضعيفات البصر أو مسجلة على كاسيتات.
ويُؤهل المركز طالباته على المهارات الضرورية في الحياة اليومية مثل التدريب على القراءة والكتابة بخط برايل العربي والإنجليزي لتتمكن من قراءة الكتب والمطبوعات التي تصدر بخط برايل والاعتماد على النفس في كتابة التقارير والمراسلات والملاحظات مما يُمكّنها من الاتصال بالعالم، مهارات في فن الحركة والتنقل والتعامل مع البيئة المحيطة داخل وخارج المركز، مبادئ الحساب بواسطة الأدوات والأجهزة الخاصة حيث تتعرف الطالبة على مهارات الجمع والطرح والقسمة والضرب والتي تُعينها في أمورها الحياتية مثل التسوق والعمل... إلخ، مبادئ التدبير المنزلي والعناية بالطفل والأسرة، إعطاء حصص خاصة باللياقة البدنية بالاستعانة ببعض الأجهزة الرياضية، التعرف على أساسيات الحاسوب لإلحاقهم بدورة ICDL والدورات الأخرى المتخصصة، واستحداث صف للكفيفات من فئة صعوبات التعلم ومتعددي الإعاقة.
يُذكر أن المركز يشترط أن يكون عمر المنتسبة ما بين 15-45 سنة، وخالية من الأمراض السارية والمعدية بموجب تقرير طبي معتمد ولا يكون لديها إعاقة أخرى تمنع استفادتها من برامج المركز إضافة إلى أن تكون لديها القدرة على التدرب، حيث تخضع للتجربة مدة شهر على الأقل.
وينظم المركز 10 دورات للطالبات منها: دورة الثقافة الإسلامية بالتعاون مع الملحق الديني لسفارة المملكة العربية السعودية ومديرية الشؤون النسائية في وزارة الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية والتي تهدف إلى تعليم مبادئ الدين الإسلامي وخصوصاً ما تحتاجه الفتاة المسلمة في أمور حياتها عن طريق استضافة محاضرين مختصين في مجالات التجويد والتفسير والفقه والعقيدة والحديث النبوي والقصص والسيرة النبوية وغيره، ومدة الدورة عامان دراسيان.
والدورة الثانية هي دورة حياكة الصوف وتتدرب الطالبة على استعمال آلات النسيج وحياكة الصوف لإنتاج المنسوجات الصوفية المختلفة، ومدتها عامان دراسيان تتعرف الطالبة خلالهما على المهارات اللازمة للعمل كمأمورة مقسم في الدوائر والمؤسسات كما تخضع الطالبة خلالها للتدريب الميداني في الجهات ذات المقاسم الآلية، ومدة الدورة فصل دراسي تحصل المتدربة في نهاية الدورة على شهادة مصدَّقة من وزارة التنمية الاجتماعية الأردنية بعد خضوعها لفحص من قبل مندوب مؤسسة الاتصالات.
وتضم باقي الدورات، دورة النول اليدوي، الدبلوم المهني للتدليك العلاجي، دورة التغذية والتصنيع الغذائي، دورة التلاوة والتجويد، دورة الأشغال اليدوية (الفنون الجميلة)، ودورة الأشغال اليدوية «الفنون الجميلة».
ويضم المركز العديد من النشاطات التي تهدف إلى توسيع مدارك المتدربات الثقافية والاجتماعية وتحقيق الدمج الاجتماعي والثقافي الصحي المناسب لصقل شخصية الفتيات وتحقيق انخراطهن في مجتمعهن بشكل طبيعي وسوي ومن هذه النشاطات، المشاركة في الاحتفالات الوطنية والدينية والاحتفالات الخاصة بالمكفوفين سواء بالإذاعة أو التلفاز والصحافة الإلكترونية وتسليط الأضواء على أعمال المكفوفين بشكل دائم، المشاركة بندوات ومسابقات ثقافية وطبية ودينية مثل الاشتراك في مسابقات حفظ القرآن الكريم ومسابقات الشطرنج وغيرها، المشاركة في المعارض والبازارات وعمل بازار سنوي خاص لمنتجات المركز لعرض إنتاج الطالبات من نسيج النول والصوف والأشغال اليدوية الأخرى، الاستفادة من مكتبة المركز وما يردها من كتب مطبوعة بخط برايل أو مسجلة صوتياً والاشتراك في المجالات الثقافية المطبوعة بخط برايل مثل مجلة الفجر، الشروق والمصباح، إصدار مجلة «رفيف النور» وهي المجلة الأولى من نوعها بخط برايل المرخصة والصادرة في الأردن وتوزيعها على المراكز العاملة مع المكفوفين بالأردن وخارجه، كما توزع بخط المبصرين لمراكز ذوي الاحتياجات الخاصة الأخرى، كما يتم تحميلها على موقع المركز الذي يضم نبذة شاملة عن المركز ونشاطاته وما نشرته وسائل الإعلام المختلفة عن المركز، القيام برحلات إلى المناطق السياحية والطبيعية والأثرية، عقد المحاضرات الثقافية المتنوعة لتوعية الملتحقات بأمور مجتمعهن وما يستجد فيه من أحداث، وعقد دورات متخصصة لمؤسسات المجتمع المحلي العامة والخاصة والأفراد بهدف التعريف بكيفية التعامل الأمثل وتقديم الخدمة للمكفوفين وتقديم كافة التسهيلات الخاصة لتهيئة بيئة مناسبة لهم.
وحصل المركز على شهادات مصدقة ومعتمدة من كل من جامعة مؤتة، جامعة البلقاء التطبيقية، وزارة التنمية الاجتماعية، وزارة الصحة، منظمة اليونسكو، وزارة الأوقاف لشؤون المقدسات الإسلامية، مؤسسة التدريب المهني، الملحقية الثقافية السعودية، إضافة إلى ذلك يسعى المركز لجعله معتمداً ومطابقاً للمواصفات العالمية المعتمدة للمراكز الخاصة للمعوقين.
وتتلخص رسالة المركز في تأهيل وتدريب الكفيفات من العالم العربي نفسياً ومهنياً في سبيل فتح آفاق عمل أوسع لتحقيق مستقبل مشرق.