أوضحت د. لينا فيصل الكبي استشارية الروماتيزم ورئيسة اللجنة العلمية بمستشفى المركز التخصصي الطبي بالرياض إن آلام الظهر من أكثر الشكاوي شيوعاً بين الحالات التي تعرض على الأطباء .
وبيّنت أن آلام الظهر نوعان، الأول يحصل مع تقدم في العمر أو بسبب إجهاد أو انزلاق غضروفي ويكون في هذه الحالة مصاحباً للحركة ويتحسن مع الراحة ويعرف بـ Mechanical back pain
أما النوع الثاني يكون مصحوباً بتصلب لمدة تزيد عن ساعة والألم هنا يزداد مع الراحة ويتحسن مع الحركة ويعرف بـ Inflammatory back pain وهو النوع الذي يحصل فيه تأخير في التشخيص . مشيراً إلى أن التهاب العمود الفقري التيبسي يندرج ضمن النوع الثاني، وهو مرض روماتزمي مزمن نتيجة التهاب في الفقرات التي تؤدي إلى تلاصق و يصيب المفاصل وأوتار العضلات والأربطة المتصلة بالعظم ويسمى Ankylosing Spondylitis
أما أسبابه فلا تزال غير واضحة و قد أثبت علمياً أن له عاملاً وراثياً مرتبطاً بإيجابية الجين 27 HLA B وقد يكون متأصلاً في بعض العائلات. ويعتقد بعض الباحثين أن السبب يعود إلى اضطراب في الجهاز المناعي .
وأوضحت د . الكبي أن واحداً بالألف من البشر معرضين لهذا المرض، وإن كان الرجال الذين تتراوح أعمارهم ما بين 16 و 35 عاماً أكثر عرضة له من النساء.
حيث يؤثر المرض على مفاصل الرقبة ، العمود الفقري ، المفاصل ما بين الضلوع ، عظام قفص الصدري والورك بالإضافة إلى مفاصل الحوض و المفاصل العجزية الحرقفية Sacroiliac Joints. وأحياناً يصاب المريض بالتهاب في العين (التهاب القزحية: الشعور بزغللة بالرؤية، احمرار و ألم بالعين، زيادة الألم بالعين عند التعرض للضوء) ، بالإضافة إلى مشاكل القلب وصعوبة في التنفس نتيجه تأثر القفص الصدري.
في السنوات الأخيرة تغير مفهوم العلاج لهذا المرض حسب الدكتورة الكبي ، حيث لم يعد يعتمد على العلاج الدوائي المتمثل بمسكنات للألم وحسب، بل على التثقيف والتدبير الذاتي و التمارين الرياضية والعلاج الطبيعي أيضاً. إذ إن الغاية إزالة الأعراض وإيقاف المرض وبالتالي استعادة وظيفة المفصل المصاب. من خلال الأدوية البيولوجية ( Biologic Agents) التي تم تطويرها حديثاً لتعمل على تثبيط تأثيرات TNF وهو العامل المسؤول عن الحالة الالتهابية. لذا فإن anti-TNF يعتبرالآن العلاج الفعلي لهذا المرض وقد أثبتت الدراسات فعاليته وسيطرته على المرض.
وتنصح د . لينا الكبي المرضى بالتوجه للطبيب المختص بأمراض الروماتيزم وليس طبيب العظام (جراح عظام) لأن التشخيص غير المناسب يعقد الحالة ويؤدي الى تدهورها. كما تنصح الأطباء المختصين بالعمل على نشر التوعية بين الأطباء العامين بأهمية التشخيص المبكر لمرض التهاب الفقار القسطي وتحويل المريض للطبيب المختص للسيطرة على المرض وتحسين حياة المريض.