* هي على النقيض تماما من دعوة إنسان لأخيه الإنسان بـ (لا تحزن) بكل فلسفاتها.
* لا تعتقد أبداً أن الحياة ستظل لك (فرحاً ومرحاً، سروراً وسعادة)، مهما كنت، مهما بلغت من منزلة اجتماعية، أو علمية، مهما تصورتها، أو صورت لك، مهما أوتيت من جاهٍ، أو سلطان، كن على يقين أن معظم أطوار حياتك طوائف وأوصاباً، قُدمت لك، أو أخرت، فلتتهيأ لذلك، ولا تفرح {إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ }.
* الإيمان بالقضاء والقدر خيره وشره، يجعل الإنسان يعيش في حياته آمنا، مطمئنا، راضيا بمنزلة بين منزلتين، يتجاذبهما الحزن والفرح، محتكما في ذلك إلى الصبر في البلاء {وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ}، وإلى الشكر في الرخاء {وَكُن مِّنْ الشَّاكِرِينَ}. لا تفرح، لا يعني ألا تتوقع الأحسن، أو تفترض أسوأ الاحتمالات في واقعك، وفي مستقبل حياتك، حتى لا تدخل في مرحلة التشاؤم.
* الدنيا التي تعيشها، إقبال وإدبار (إن حزناً في ساعة الموت أضعاف سرور في ساعة الميلاد) هكذا هي، وستعيش لذة الإيمان الحقيقي حين تؤمن كل الإيمان الذي لا يخالطه شك بقوله {وَلَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَّكَ مِنَ الْأُولَى* وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى}، لا تفرح بإفراط حتى لا يكون وقع الصدمات عليك قويا حين الإدبار! ما أقسى وقعها عليك حينذاك. كن، ما قيل:
وكنتُ إذا أصابتني سهامٌ
تكسّرت النصال على النصال
* استمتع بالحياة، لكن (لا تفرح) أترك مساحة للنفس تستشعر فيها سوء المنقلب في الحياة، أو بعد الممات. حاسب نفسك قبل أن تحاسب، في تلك اللحظات، أو الساعات الت، لكنهافيها تأنيب الضمير ستحزن لا محالة، وساعة الحزن تطهير للنفس، لأنك على يقين أن النفس، في مواقف سابقة لك مع المخلوقين كانت أمّارة لك بالسوء.
عفا الله عما سلف ستشفع لك بعلاقتك مع خالقك إن أريد ذلك، لكنها لن تكون كذلك في شأنك مع المخلوقين. فلماذا تفرح، أو تجعل للفرح مدخلا تطمئن إليه، وأعمالك، أو سلوكك هو في الحقيقة على النقيض.
* طالما بينك وبين الآخرة مسافة، لا تجعل التشاؤم قائدك ورائدك، لكن إياك والفرح، والحياة إن كنت لا تعلم مخلوقة في كدر، ومن كدر.
وحسن ظنك بالأيام معجزة
فظنّ شرا، وكن منها على وجلِ
* أبداَ (لا تفرح) بانتصارك وأنت ظالم، ولا تفرح بانتصارك وأنت غاش، أو سارق، أو مخادع. لا تفرح بانتصارك وأنت كاذب، لا تحسبنك في كل ذلك بمفازة من عذاب، أو بمنجاة من عقاب. (تنام عينك، والمظلوم متنبه) إذن (لا تفرح).
* لا تفرح بشيء مما أوتيت إلا إذا كان مقرونا بعمل من الأعمال التعبدية لله وحده، لا يخالطه رياء، ولا سمعة. أما ما عدا ذلك فقد يكون ابتلاء واستدراج!! تأكد أن ما أصابك من خير، أو نجاح في العمل أيّا كان، أو سداد في الرأي تميّزت به على غيرك، هو في الحقيقة والواقع فضل من الله يؤتيه من يشاء، ويصرفه عمن يشاء. والإنسان ذو الضمير الحي اليقظ، الكيس الفطن، يدرك أن هناك قوة تأمره، وتنهاه، وتراقبه، وتحذره، ولذا فهو لا يفرح فرحا قد يصل به من حيث لا يشعر إلى الغرور، أو الزهو في النفس.
* الاعتدال في المزاج، وفي منهج الحياة دليل وعي وإدراك وتوطين، وسبر عميق متزن، للنفس، والكون، والحياة، بكل ما جبلت عليها، وركب فيها من خصائص وسمات، وسنة حياة.
dr_alawees@hotmail.com