فاصلة:
(القلب المملوء حزنا يصعب حمله كما الكأس الطافحة)
- حكمة عالمية -
رجعت بي الذاكرة بعيداً إلى مقاعد الدراسة في مرحلة الابتدائي ومر بي شريط ذكريات زميلاتي وأيام الدراسة وكيف أن للطالبة المجتهدة كل التقدير أما المتعثرة فيكال لها بمكيالين في البيت والمدرسة.
وتذكرت أمومتي وذهابي إلى مدارس بناتي في الرياض في مجلس الأمهات وكنت دائماً أقول بأنه لا داعي للإطالة مع مربية الفصل في يوم مجلس الأمهات.
الأسبوع الماضي عشت لأول مرة إحساس الأم حين تقابل المعلمة ولدى بنتها مشكلة التعثر في الدراسة.
كنا مجموعة من الأمهات ننتظر دورنا لمقابلة المعلمة وكانت معنا أم من بلد عربية تبدو متوترة فمازحتها بأنه لقاء روتيني ولا داعي للقلق، لكنها قالت إن لدى ابنتها مشكلة وطلبت مني حضور اللقاء مع المعلمة للترجمة.
تأثرت كثيراً وأنا أرى دموع الأم لأنها قلقة على تعثر ابنتها الدراسي بينما أخبرتها المعلمة أن عليها أن تحضر لقاء آخر لعرض ابنتها على المستشارة النفسية الخاصة بمشاكل الدراسة، كما أن عليهم أن ينقلوا الطالبة إلى مستوى أقل من الفصل الذي تدرس فيه، وعندما خافت الأم على نفسية طفلتها أخبرتها المدرسة أن ابنتها لن تحبط لأن الفصل مخصص لمجموعة من الطلاب المتعثرين ومتى شعرت معلمتهم أن الطفل غير مرتاح فإنهم يغيرون هذه الخطوة.
ما أعجبني حقيقة أن المعلمة لديها خطة واضحة لمعالجة تعثر الطفلة الدراسي خصوصاً في مادة الرياضيات وتشرح للأم بالتفصيل ما الذي تود فعله وتتأكد إذا كانت الأم مرتاحة لهذه الخطوات أم لا.
بينما الأم تبكي وتعبر عن قلقها دون أن تستوعب الخطوات.
حزن الأم أثر فيّ كثيراً، كنت أود أن تتخلص الأم من قلقها أولاً لتستطيع أن تساعد ابنتها.
يا لقلوب الأمهات كم تعاني!
رحم الله أمهاتنا قدر ما عانين حتى نصل إلى ما وصلنا إليه، كم لحظات ألم وقلق مرت بهن في الحياة لأجلنا... كل شيء في الحياة يمكن أن تفهم أسراره إلا قلوب الأمهات تسامح وتغفر وتعطي كثيراً.
nahedsb@hotmail.com