على الرغم من أننا نعلم بأن الأمير سطام بن عبد العزيز مريض منذ أكثر من عام، وأنه يمر بمرحلة حرجة من المرض، إلا أننا صدمنا بوفاة هذا الأمير الباسم.
الموت حق، والموت هو والحياة الحقيقتان اللتان لا يمكن الجدال فيهما، إلا أن القلب ليحزن والعين لتدمع، هذا حال كل إنسان عندما يفقد محباً له، وسطام بن عبد العزيز لم يكن محبوباً من أهل الرياض فقط، بل كل السعوديين وكل من يعرف سطام الإنسان قبل الأمير. ولأن باب مكتبه ومنزله مفتوح، فكان كل من يقصده لا يجد حرجاً في مقابلته، فيجده يستقبله باسماً مرحباً، لا تخرج من عنده إلا وحاجتك مقضية.
45 عاماً قضاها وكيلاً ونائباً لأمير منطقة الرياض ثم أميراً لمنطقة أحبها وأحبته، وكان يحلم بمشاريع جديدة بعد أن خزن العديد من الأفكار لتنفيذها، إلا أن المرض لم يمهله حتى عاجله الموت الذي حرم منطقة الرياض من أحلام أمير كان يعانق في أفكاره الفضاء.
والذي سبق له لقاء سطام بن عبد العزيز ومجالسته يعرف أن (الأمير) عفوي في علاقاته مع جميع الناس، يتبسط مع محدثيه ويطلق الكلام دون عوائق، فكل من يبادله الحديث صديق ومحب يشعره بأنه صديق قديم يحرص على إشعاره بأنه يعرفه منذ وقت طويل، ويتبسط معه حتى يشعر من يجالسه أنه قريب منه.
منذ بدأنا نعرف سطام بن عبد العزيز نحن معشر الصحفيين لم يحدث أن قابلناه وهو عابس، فحتى في أحلك الظروف تعلو الابتسامة محياه ويتبسط بالحديث مع الجميع.
سطام بن عبد العزيز نعته منطقة الرياض، إلا أن كل المملكة العربية السعودية تشعر بفقدان هذا الأمير الإنسان الذي يشارك الجميع همومهم وأفراحهم، كثير من المواقف التي وقفت عليها والتي أكدت إنسانية سطام بن عبد العزيز. هزني موقفه يوم احتراق طائرة السعودية في مطار الملك خالد الدولي، كان صامتاً إلا أن ملامح وجهه كانت تكشف عما تختزن جوانحه الحزن الكبير عما أصاب المسافرين الذين احترقوا وهم داخل الطائرة.
أيضاً عندما احترق فندق عطا الله في حي العليا في الرياض كان أول من حضر إغاثة المتضررين، وكان يوجه في كلمات مقتضبة تكشف عن حنكة إدارية عالية، إلا أنه مهموم وحزين ومشارك بأحاسيسه مع عوائل الضحايا.
هذا هو سطام بن عبد العزيز الذي فقدناه إنساناً وأميراً، حزمة من الأحاسيس والأفكار النبيلة لم يسعفه الوقت لتحقيق أحلامه في المنطقة التي أحبها وأخلص العمل من أجلها الرياض وبلاده المملكة العربية السعودية.
رحم الله سطام بن عبد العزيز، فقد أبكانا رحيله وأحزننا غيابه.
{إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}.
jaser@al-jazirah.com.sa