|
اللحمية هي عبارة عن تجمع للأنسجة اللمفاوية وتقع في البلعوم الأنفي، وهي عبارة عن نسيج طبيعي يوجد عند جميع الأطفال ووظيفة هذا النسيج المشاركة في جهاز المناعة، ولا يشكل وجود اللحمية بحجمها الطبيعي أي مشكلة لكثير من الأطفال غير أنه في حال تضخمها يترتب عليه مشكلات عدة.
نتيجة لذلك يعاني الطفل من الشخير والتنفس عن طريق الفم وكثرة الحركة أثناء النوم وزيادة إفرازات الأنف والتي تفسر بانسداد الأنف عند الفتحة الخلفية له. كما يؤدي تضخم اللحمية إلى انسداد فتحات قناتي استاكيوس بالبلعوم الأنفي مما قد يسبب وجود ترشيح مائي خلف طبلتي الأذنين عند الأطفال وبالتالي يؤثر سلباً على السمع.
تؤثر على المظهر العام
إضافة إلى ذلك يسبب انسداد الأنف والتنفس عن طريق الفم بشكل مزمن بروز الأسنان الأمامية إلى الخارج والتهابات اللثة وكثرة التسوس، أيضاً من مشاكل التنفس عن طريق الفم أنها قد تؤدي إلى عدم اتساع الجيوب الأنفية بشكل كافٍ وهذا قد يؤثر على المظهر العام للوجه.
تكرار الاختناقات أثناء النوم
وقد يترتب على عدم الاستغراق في النوم وكثرة الحركة عند بعض الأطفال ضعف في تركيز هرمون النمو وهذا قد يؤثر على نمو الطفل بشكل عام، وفي بعض الحالات المتقدمة قد يتسبب تضخم حجم اللحمية في تكرار الاختناقات أثناء النوم، حيث أن الاختناق المتكرر قد يترتب عليه ارتفاع في الضغط الشرياني للرئة ومن ثم تضخم في عضلة القلب وهي من الأشياء النادرة الحدوث للأطفال بسبب تضخم اللحمية. وقد تكون سبباً في التبول الليلي اللا إرادي وضعف التركيز.
الحل الجراحي نتائجه ممتازة
والحل الأفضل للعلاج في مثل تلك الحالات هو التدخل الجراحي لاستئصال اللحمية لأنه الخيار الأفضل ليتفادى الطفل حدوث هذه المضاعفات التي من الممكن أن تؤثر على حياته ونشاطه في المستقبل، حيث إن استئصال اللحمية من العمليات البسيطة جداً وتجري تحت التخدير العام، ونتائج الاستئصال عند من هم بحاجة إليه تعتبر ممتازة جداً حيث يستقر التنفس عند الطفل وينعم بنوم هادئ ويتم تجاوز إمكانية حدوث المضاعفات مستقبلاً.
طرق متنوعة
وهناك طريقتان لاستئصال اللحمية عند الأطفال الأولى وتعرف بالتجريف الجراحي (الكحت) يتم فيها استئصال اللحمية بشكل جيد . والطريقة الأخرى هي استخدام جهاز الشفط الحراري لإزالة اللحمية (Suction cautery) وتتميز تلك الطريقة بسرعة إجراء العملية وتقليل الوقت الذي يحتاجه المريض داخل غرفة العمليات مما يقلل بالتالي من فترة التخدير .
وقت أقل
تتم تلك الطريقة من خلال كوي المنطقة التي يوجد بها اللحمية بحيث لا تنمو مرة أخرى، ويعود الطفل في اليوم نفسه إلى منزله فهي تتميز عن الطريقة الأولى بقلة الوقت وعدم وجود نزيف إضافة إلى عدم خضوع الطفل لوقت أطول في غرفة العمليات وتحت تأثير التخدير، كما أن جهاز الشفط الحراري يتم استخدامه مرة واحدة فقط ولا يتطلب تعقيماً أو تطهيراً وهذا الأمر يقضي تماماً على إمكانية حدوث عدوى أو الإصابة بالتهابات أو بكتيريا مكان إجراء الجراحة.
د. محمد رامز / استشاري طب وجراحة الأنف والأذن الحاصل على البورد الفرنسي - المجمع الطبي بالعليا