الدين الإسلامي الحنيف حثَّ على أهمية صلة الأرحام ومكانتها العظيمة ومع ذلك فإننا في واقعنا الحاضر لا نزال نجد من يهجر أقرباءه ويقطع رحمه بسبب خلاف بسيط حدث بينه وبين أحد منهم فيمتنع من زيارتهم أو مقابلة أحدهم أو حتى رد السلام عليه عندما يجتمعان في إحدى المناسبات الطيبة كمناسبة زواج أو وليمة من الولائم الخيّرة ولو يعلم هذا القاطع ما للأرحام من حقوق عليه لما كان في هذا الموقف وقد جعل الله سبحانه وتعالى للأرحام منزلة عالية رفيعة وقرنها باسمه حين قال عزّ من قائل: {وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} (1) سورة النساء، وقال: {وَأُوْلُواْ الأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ} (75) سورة الأنفال، والرحمة مشتقة من الرحم وفي الحديث النبوي الشريف روي أن الله خلق الخلق حتى إذا فرغ منهم قامت الرحم فقالت: هذا مقام العائذ بك من القطيعة: قال: نعم، أما ترضين أن أصل من وصلك واقطع من قطعك، قالت بلى قال فذلك أبلغ لك وليس أبلغ في الزجر من قطع الأرحام من قوله تعالى: {فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ} (22) سورة محمد، فقد قرن سبحانه وتعالى تقطيع الأرحام بالإفساد في الأرض.
- الرياض