نتخيرها هذه الأفكار تتزاحم في رؤوسنا..
تضطرم بها فتائل أشواقنا..
فللكتابة أشواق لا يعرفها إلا من يعانيها..
من هي الكتابة قدره..
والبوح مراكبه..
من يعرف للقلم نهزاته، وهمزاته، وهمساته..
من الورقة ميدانه..
من يتلمسها كوجه وليده يبثها حنانه..
نتخيرها، الأفكار تلوب في الخاطر..
تقض مضجع المنام..
تحلق كالفراشات على الرأس.. حولنا..
من بين أيدينا، وعند نوافذنا المشرعة.. والمغلقة..
عند أبوابنا المواربة، والمغفلة..
تسحب أقلامنا.. وأوراقنا.. تضعها عنوة في أيدينا..
سطوتها، الأفكار كما قَوَد السَّجان..
تُسقط زجاجات عطرها.. أو رائحة شوائها في ذائقتنا..
تحرك توقنا.. شغفنا.. أشواقنا.. حماسنا..
تسحب وسائد الراحة من تحت رؤوسنا..
تتحول فينا لفوَّهات مزاريب تهطل في لحظات هجوع علينا..
لا تتصالح مع رغبتنا في النوم.. أو في التحلل من شغبها ولو قليلاً..
فنتحير أيها نتخير لنأخذ بيده من ريش أجنحتها..؟
أيها نقعده على منصة بوحنا..؟
أيها منها يمس نبضاً.. لمن سيجلس إليها..؟
أيها يمت بصلة لحاجة من ينتظرها..؟
أيها يُفضي بخلية النحل التي تحتدم في صدورنا، لهم، من أجلهم..
لنخرجها عسلاً من رحيق قلوبنا.. وعجين إحساسنا..؟
نتخير منها.. ونتركها تعبث صاخبة بين جنوبنا..
عامرة بها أذهاننا..
معنا حيث نتقلب.. نمشي.. نتحدث..
رفيقتنا التي لا تتركنا غرباء في الدروب..!
أفكارنا..!!
عنوان المراسلة: الرياض 11683 **** ص.ب 93855