تونس - فرح التومي:

ينتظر أن يعلن رئيس الحكومة التونسية خلال اليومين القادمين على أقصى تقدير، عن التشكيلة الجديدة لحكومته التي أرادها متكونة من تكنوقراط غير متحزبة؛ أيّ كفاءات لا انتماء حزبي لديها بما يعني نهاية الترويكا الحاكمة التي لم تنجح وفق تقديرات المراقبين، في قيادة البلاد في هذه الفترة الانتقالية.

وكان حمادي الجبالي قد فاجأ الطبقة السياسيَّة وعلى رأسها حركة النهضة التي يرأس أمانتها العامَّة، بقراره الأربعاء تشكيل حكومة كفاءات مصغرة غير متحزبة تَتَولَّى تسيير شؤون البلاد إلى حين تنظيم الانتخابات وذلك بعد فشل المفاوضات لإجراء التحوير الوزاري لعدم توافق الأحزاب حول مرشحيها وتمسك حركة النهضة بوزارات السيادة.

ومما أحدث رجّة حقيقية بعيد اغتيال السياسي شكري بلعيد على أيدي مجهولين الأربعاء الماضي ودخول البلاد في حالة فزع وتوتر وانتشار عمليات النهب والحرق والتخريب، أن الجبالي لم يستشر لا حزبه ولا بقية الأحزاب السياسيَّة التي لم تستوعب أن يتخذ رئيس الحكومة هذا الموقف متحدِّيًا بذلك صقور حركة النهضة ورموز السياسة.

وفي نفس السياق، أعلن الناطق الرسمي باسم حزب المؤتمر من أجل الجمهورية الشريك الثاني في الترويكا الحاكمة، أنّه سيعلن اليوم الاثنين في ندوة صحفية خبر استقالة وزراء الحزب من الحكومة الحالية.

في جانب آخر أعلنت الداخليَّة أن قوات الشرطة ألقت القبض على حوالي 500 شاب ومراهق كانوا وراء أعمال التخريب والنهب وحرق السيَّارات يوم جِنازة السياسي شكري بلعيد فيما تسعى المصالح البوليسية المختصة إلى جمع المعلومات للوصول إلى الشابين الذين اقترفا عملية الاغتيال حيث كان أحد القياديين بحركة النهضة قد صرح بأن الأمن تحصل على إفادات أولية سوف تمكَّن بعد تعميقها من الوصول إلى الجانيين.